الخميس, أبريل 25, 2024

اليوم: 10 يناير، 2023

”السلطان قابوس” .. حين رحلت !

”السلطان قابوس” .. حين رحلت !

الصحوة - سارا موسى   صوت الإمام وهو يكبّر الأولى، فالثانية.. ثم ثالثة يتبعها شهيقٌ وبكاء.. ودعواتٌ تعلو وتنخفض.. كان هذا اللقاء الأخير بك في العاشر من يناير ٢٠٢٠ ، والوداع الأخير أيضاً.. ترتفعُ الأصوات.. ويكثر البكاء.. وفي بالي، صورتك.. منذ دقائق المعرفة الأولى وعند نشيد السلطاني قابوس جاء، وحتى لقاء التلفزيون الأخير بك، قبل غفوتك بأسابيع . أسبوع او عدةكنت فيه الأوفر صحةً، ممتلئة بالعافية والحياة.. انصرفت بعده على وعدٍ بلقاء.. قريب.. لم يصدق..! أفيقُ صباح الجمعة على رسالةٍ مفجعة.. مفجعة بكل ما يعنيه فقدك من معنى، وحد حبسها للدموع، فلم تنطلق، إلا حين وقفتُ على باب أمي.. أردد بذهول: السلطان قابوس مات..! ثم انفجر بركان الدموع، وما توقفَ، وزاده ضجيج المسجد، حتى الأطفال فيه يبكون.. يبكونك كما نفعل..! رحلت.. تاركاً خلفك استفهاماتٍ ذاهلة.. وسؤالاً يتكرر كلما سمعتُ (السلطان مات).. أو (أحسن الله عزائكم).. هل مات حقاً..؟ هل يمكن لهذه المفردة.. التي نسمعها ونقرؤها ونشاهدها، نعيشها معنا بشكلٍ يومي في نشيد الصباح في طرقات .. أن تصبح الأقسى،حين تتعلق برحيل سلطاناً كأنت .؟ كيف يرحل الاباء ..؟ وكيف يموتون.؟ شعورٌ مرّ جربته حين غبت.. يحملُ بينه سؤالاتٍ عدّة، كيف نعزّي أحداً في من نُعزّ..؟ اعتدتُ أن أعزّي أشخاصاً فيمن يحبون.. في أهاليهم وإخوتهم،  لكن أن أعزّي في الأب ...

Page 1 of 3 1 2 3

الأرشيف