الصحوة- أثير الندابية
صناعة ماء الورد قصة تحكي تاريخ حرفة تقليدية مارسها الأجداد منذ مئات السنين بنيابة “الجبل الأخضر” بمحافظة الداخلية. فعند زيارتك “للجبل الأخضر” تشتم عبق الورد من مسافات بعيدة، وفي الصباح الباكر ترى المزارعين يتجولون في حقول الورد ويحصدونه، ثم يصنعون منه كنزًا اقتصاديًا يكسبون منه أرزاقهم. أحمد بن عبد الله الصقري متخصص في الورد مارس مهنة صناعة ماء الورد منذ الصغر، ومؤخرًا طور طريقة صناعته من الطرق والوسائل التقليدية إلى طريقة حديثة فأنشأ أول مصنع في السلطنة يختص بإنتاج ماء الورد وزيته، واستخلاص الزيوت من النباتات البرية العطرية والطبية. الصحوة التقت به للحديث عن مشروعه مصنع إنتاج ماء الورد ودهنه.
- حدثنا عن بدايتك في المشروع؟
هي مهنة مارستها منذ الصغر، بعدها في عام ٢٠١٨ أسست مشروع زراعة الورد وعام ٢٠١٩ أنشأت مصنعًا بدعم من بنك التنمية العماني وبدأت بعملية إنتاج ماء الورد، ومؤخرًا بدأت بإنتاج الدهن من الورد والنباتات العطرية. وحاليًا أعمل على تدشين علامة تجارية خاصة بالمشروع أطلقت عليها اسم “ورداس” وهو دمج لكلمتي ورد وياس، وبذلك يكون أول منتج لدهن الورد العماني في السلطنة. وسيتم تدشين المشروع بشكل رسمي في إبريل القادم بإذن الله.
- ما المنتجات التي تنتجها في مشروعك؟
ماء الورد الأبيض النقي، ودهن الورد، وزيت الزيتون، وزيوت طبية وعطرية مستخرجة من النباتات البرية مثل “الياسمين، والنعناع، والعلعلان، والريحان، وعشبة الليمون، والزعتر وغيرها”. بالنسبة للورد تم زراعة أكثر من ١٠ أصناف من الورد العطري وورد الباقات مثل “الورد العماني، والجوري البلغاري، والشيرازي، والسلطاني، والجوري السوري، ووردة السلطان قابوس، والتايلندي، والباكستاني، والتونسي وغيرها”.
- ما المراحل التي تمر بها صناعة ماء الورد ودهنه؟
المرحلة الأولى تكون بقطف الورد يوميًا في الصباح الباكر من الساعة السادسة صباحًا إلى الساعة الثامنة صباحًا تقريبا. ثم في المرحلة التالية أضعه في الجهاز الذي يعمل بواسطة البخار وتستغرق العملية قرابة 4 ساعات. ثم تلقائيًا يخرج الماء والزيت، وبعد فصلهما ينتج في حدود ١٥٠ لتر من ماء الورد لكل عملية تقطير، ويكون صالحًا للاستخدام مباشرة.
- ما الفرق بين ماء الورد الذي ينتج بالطريقة التقليدية وماء الورد الذي تنتجه بالطريقة الحديثة؟
بالطريقة التقليدية ينتج ماء الورد الأحمر ويكون به نسبة من الحرق، وبعد إنتاجه يترك لمدة شهرين قبل استخدامه كذلك عملية التشغيل تستغرق أحيانًا 24 ساعة متواصلة. أما بالطريقة الحديثة ينتج ماء الورد الأبيض ويكون نظيفًا غير محروق وصالح للاستخدام مباشرة بعد الإنتاج أو يترك لمدة أسبوعين فقط، بالإضافة إلى أنه لا يكلف جهدًا كبيرًا فالعملية تتم تلقائيًا باستخدام الآلة وتستغرق 4 ساعات فقط.
- ما الصعوبات التي واجهتك؟
الصعوبات والتحديات متمثلة في استصلاح الأرض بإزالة الصخور وجلب التربة الزراعية، لأن الجبل الأخضر طبيعته صخرية. كذلك المياه غير متوفرة مما دفعني لإنشاء خزان أرضي لتجميع مياه الأمطار تبلغ سعته الاستيعابية 36000 جالون. كذلك بالنسبة للتكلفة المادية لعملية الاستصلاح وبناء الخزان.
- بالنسبة لدهن الورد هل هناك احتمالية أن يغطي المنتج السوق المحلي؟
تغطية السوق المحلي بمنتج دهن الورد أمر صعب منذ الوهلة الأولى، لأن من عملية الإنتاج الواحدة ينتج منها ٤٠٠ مل فقط من دهن الورد لأن الزيت الموجود في الورد أساسا قليل جدًا.
- كيف تسوق لمشروعك في الوقت الحالي؟
من خلال الشراكات والتعاون مع بعض الشركات المتخصصة في تصنيع العطور ومستحضرات التجميل وصناعة الصابون. كذلك بدأت بتسويق المنتجات في خارج السلطنة.
- نصيحة توجهها للشباب؟
التخطيط الجيد والصبر، والاستشارة الخاصة، وحسن النية، والتوكل على الله أساس النجاح والطموح.