الصحوة – سليمة المشرفية
في الحقيقة أن هذه العلة لا تؤثر فقط على صاحبها وإنما هو مرض معدي ومؤذي لمن حوله فكما نعلم أن الكلمة تؤثر في متلقيها أكثر من تأثيرها على قائلها سيما إن لم يكونوا محصنين تجاه سلبية الآخرين ومشاعرهم السيئة!
وصاحبنا هذا ينظر لنفسه نظرة سلبية ولهذا الأمر أسبابه فربما أنه عجز عن تحقيق أمنياته وأحلامه ولم يستطع الوصول إلى ما كان ينشده ويبغيه أو أنه عاش في مجتمع سلبي وسمع منهم آلاف التعليقات السلبية التي تستنقص من عمله وشخصيته وأسلوبه…. إلخ فتبنى فكرتهم تلك واعتقد اعتقادا راسخا أنه لا يستحق أي نجاح يذكر!
إنه يرى نفسه أنه أقل من أي مدح أو إطراء وأن أي إطراء هو استهزاء واستنقاص منه وبالتالي فإن الآخرين أيضا لا يستحقون الاطراء مهما كانت أعمالهم فأعمالهم مليئة بالأخطاء فهو يستصغر إذن من أعمال الآخرين سيما إن كانوا أقرانه أو على علاقة بهم لإنه يظن في العمق أنهم لو كانوا كبارا لما كانوا أقرانه فهو أقل من أن يصاحب كبيرا أو ذوي شأن!!
وعلاج هذه العلة في رفع الاستحقاق لدى صاحبها وانجاز أعمال وإن كانت بسيطة لبناء ثقته بنفسه فالإنجاز كما نعلم يعزز ثقة الإنسان بنفسه ويدعمها والأمر بحاجة إلى وقت وذلك حال معظم العلل النفسية ومع المداومة ترتفع ثقة الإنسان بنفسه وتكبر قيمة نفسه وهذا الأمر ينعكس على رؤيته للآخرين وانجازهم!!