الصحوة – سليمة عبدالله المشرفية
أرقام وضعتها البشرية لتوقّت بها مناسباتها وتحدد أيامها منها من اعتمد على دورة الشمس كالتقويم الميلادي ومنها من اعتمد على دورة القمر كالتقويم الهجري مثلا ومنها من اعتمد على الكواكب وغير ذلك وإن كانت شهرتها أقل من الأوليان
هناك من البشر وبعد كل هذا التقدم والمعرفة والوعي مازال يعتقد أن السنين هي من تصنع ظروفها ومن تتحكم بالأوضاع والبشر والكائنات وربما اجتهد في مطلع كل سنة من أجل معرفة ماذا سيحدث له فيها وما التغييرات الايجابية والسلبية التي ستطرأ عليه وكأنه في مهب الريح لا إرادة له ولا اختيار!
لقد خلق الله الإنسان مخيّرا في تحديد مسيرته في هذه الحياة ولم يلزمه حتى بمسألة الإيمان والكفر
“من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” و”لا إكراه في الدين”
وقد هدا الله تعالى الإنسان في معرفة أسباب وطرق الخير والشر وعرّفه بالمصير المحتم لكل اختيار”وهديناه النجدين” وليس هناك من قوة أرضية قادرة على التحكم بقرارات وخيارات هذا الكائن ما لم يُقرر هو أن تتحكم فيه وتحدد خياراته
إن أحداث السنين والأيام هي ما تصنعه يد الإنسان وهي خاضعة مذللة لاختياراته وقراراته فإن كانت خيرا انعكس هذا الخير في حياة هذا الكائن والكائنات جميعها وتصبغت السنون بصبغة السلام والمحبة والصحة ورغد العيش والإيمان وإن كانت شرا كانت الأمراض والحروب والعاهات والكوارث صِبغة لهذه السنة أو تلك!
سنة ٢٠٢٠ وما شهدته من أحداث مأساوية بانتشار الوباء العالمي المعروف”كورونا” وانعكاساته السلبية على الاقتصاد والصحة وسائر مجالات الحياة ما هو إلا نتيجة أخطاء تراكمية كسبتها يد البشر عبر الزمان من سفك دماء وفساد وتغيير في فطرة الله التي فطر الكون عليها ودليل قاطع على تردي مناعة الإنسان بيد الإنسان “ويعفُ عن كثير”
وفي المقابل فإن ٢٠٢١ لن تُشكّل أحداثا من جراء ذاتها وتتغير حياة الإنسان على الأرض لمجرد تقلب الليل والنهار وإنما هي صفحة بيضاء محايدة يخط فيها الإنسان ما يشاء من أحداث ولكل انسان منا إرادة حرة في تشكيل أحداثها وتلوينها بما يختار من ألوان زاهية كانت أو باهتة ولا بلون الأيام والسنين سوى غافل أو جاهل لقيمته وقيمة رسالته العظيمة في هذه الحياة “ولقد كرّمنا بنيٓ ءادم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضلناهم على كثيرٍ ممّن خلقنا تفضيلا”