الصحوة – الدكتور حمد السناوي
يعتبر القلق من أكثر الأمراض النفسية شيوعا، إذ يعاني أكثر من ٣٠٠مليون شخص حول العالم من القلق المرضي الذي ينغص عليهم حياتهم ويؤثر على أدائهم اليومي، ورغم أن القليل من القلق مفيد جدا؛ لتحفيز الفرد للاستعداد لأمر ما، فالطالب الذي يستعد للامتحان مثلا قد يشعر ببعض القلق الذي يدفعه للتركيز على الدراسة وعدم إضاعة الوقت في أمور أخرى، لكن إذا ارتفعت نسبة القلق وتزاحمت الأفكار السلبية لدى هذا الطالب فسيؤثر ذلك سلبا على تركيزه وقدرته لاستيعاب الدروس.
تشير الدراسات النفسية أن القلق عبارة عن مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية تحدث استجابة لضغط خارجي أو داخلي، ويعتبره البعض إستجابة طبيعية لإحداث الحياة اليومية مثل: الضغوطات الأسرية وضغوطات العمل، وعادة ما تكون الأعراض وقتية ولا تؤثر سلبا على الحياة اليومية وتزول عند أخذ قسطا من الراحة، أما إذا استمر الفرد في تجاهل مسببات الضغوطات فقد تصبح أعراض القلق مزمنة مما يؤثر سلبا على حياته بشكل عام.
وتختلف أنواع القلق لكنها تشترك في بعض الأعراض الجسدية مثل: تسارع دقات القلب، والتعرق، والرجفة، وصعوبة التنفس، ،بينما تشمل الأعراض النفسية شعورا عاما بالخوف والإرهاق وعدم الارتياح وترقب وقوع أمرًا سيئ.
ومن أنواع القلق ما يسمى بالقلق العام إذ يشعر المصاب به بالأعراض طيلة الوقت وتسيطر عليه الأفكار السلبية دون وجود سبب واضح، أما مريض الرهاب الاجتماعي فتظهر الأعراض عندما يشعر بأنه محط أنظار الأخرين كان يلقي خطابا أو يؤم بالناس للصلاة، أما نوبات الهلع فتأتي فجأة على شكل شعور بالخوف الشديد والرهبة وتسارع دقات القلب دون وجود مبرر؛ لذلك فيشعر الفرد بأن سيموت في تلك اللحظة، هناك نوع أخر من القلق يعرف بالرهاب أو الفوبيا وهو الخوف الشديد من الأشياء التي لا تسبب الخوف مثل الخوف من السلم الكهربائي، أو الخوف من السفر والمناطق المرتفعة، فنجد المصاب يشعر بقلق شديد وتسارع في دقات القلب عندما يحين موعد السفر لدرجة أن البعض يلغي رحلته ولا يقترب من المطار مجددا ، وهناك أيضا قلق الإصابة بالأمراض، إذ يعيش المريض بهاجس أنه مصاب بمرض ما فيقوم بالتنقل بين الأطباء حتى وإن أظهرت جميع الفحوصات خلوه من الأمراض.
ويعتبر مرض الوسواس القهري من الأمراض المرتبطة بالقلق إذ يعاني الفرد من أفكار ملحة لا يستطيع مقاومتها ويستجيب لها؛ ليتخلص من القلق الذي يحدث إذا حاول مقاومة تلك الأفكار، فالذي يعاني من وسواس النظافة مثلا يعيد غسل يديه أو الوضوء للصلاة مرات عديدة رغم اقتناعه بأن يديه نظيفتان أو أن وضوئه مكتمل، لكن اذا حاول التوقف عن إعادة الغسل شعر بالقلق الشديد.
يحتاج المصاب بالقلق المرضي إلى العلاج السلوكي والدوائي من قبل الطبيب المختص، أما في حالات القلق البسيط فيمكنك إتباع الآتي:
قلل من تناول المنبهات مثل: القهوة، والشاي، ومشروبات الطاقة؛ لأن نسبة الكافيين الموجودة فيها ترفع من مستوى القلق، واحرص على إتباع نظام غذائي صحي متوازن وممارسة الرياضة الاسترخاء، وقبل كل شيء واظب على الصلاة وقراءة القرآن وتذكر قول الله تعالى “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.وتجنب العمل لساعات طويلة