الصحوة – خلود الخالدية
يمتلك الشباب العماني طاقات هائلة تمكنه من الإبداع والإنجاز في مختلف جوانب الحياة، تمكّنه من صنع الجَمال من لا شيء، ومن تجميع القطع المتهالكة وجعلها تنبض بالحياة، إذا توفر له الدعم سواءً كان المادي أو المعنوي أو لم يتوفر، منها يظهر لنا أن الشباب العماني أنه يشرق في أحلك الأوقات وأصعبها، ومن هذه الطاقات الملهمة قررت “الصحوة” أن تلتقي بالشاب المبدع حمدون بن ناصر الراشدي “اديسون عمان”، خريج جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى تخصص هندسة كهرباء، صاحب ابتكارات وتجارب مختلفة في الكيمياء ، من الشباب العماني الطموح والمثابر :
-بدايةً، متى كانت بدايات الشغف في الاختراع والابتكار، حدثنا عن تلك المرحلة؟
كل شخص يمتلك شغفا وحبا لمجال معين فتولد معي شغف العلوم والتجارب والابتكارات وهي واحدة من هواياتي فأقوم بممارستها عن طريق التجربة مرة تلو الأخرى حتى أنجح وأقوم بمشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي “السوشل ميديا “ بغية مشاركة الآخرين الشيء الذي أتعلم حوله وأجربه، أما بداياتي فقد كانت في الابتدائية فكنت أحاول الابتكار والصنع من أي شيء عبر إعادة تدوير الأشياء المتهالكة وجعلها صالحة للاستخدام مرة أخرى في أمر آخر ، وقد شاركت في النادي العلمي مذ كنت في سن العاشرة، وكنت أشارك في النوادي العلمية في المرحلة الدراسية، ومن ثم في الكلية في جماعة الهندسة.
-سمّي لنا بعض ابتكاراتك؟
بالنسبة للابتكارات فقد تنقسم إلى قسمين، مفردة بأني عملت عليها بمفردي، وفي فرق أي بعمل الفريق، فالمفردة مثل جهاز تتبع عن طريق الصوت تجعله في الأشياء الثمينة لك فإذا ضاعت عنك في مكان ما ستصدر صوتا عبر ضغطك لزر معين، وجهاز إنذار عن طريق الليزر وهذا مرتبط بالهاتف بحيث أنه إذا دخل أحد إلى المنزل ويقوم بلمس ضوء الليزر، فيجري اتصالا بالهاتف وكل هذا بأدوات معاد تدويرها، أما بالنسبة للابتكارات كفريق فابتكرنا جهازا لمكافحة دوباس النخيل (المتق)، وقمنا بابتكار غلاف للهاتف (كفر)يمكنك تغيير ألوانه أو إضافة صور فيه أو أي شيء ترغب به عبر تطبيق داخل الهاتف نفسه، وأعمل في الفريق عادةً كمدير البحث والتطوير وترأست أحد الجماعات الطلابية كذلك .
-ما هي الأدوات التي تستخدمها لابتكاراتك؟
معظم الأدوات التي استخدمها إلكترونيات، بما إن شغفي في الإلكترونيات أكثر من غيره، والأجهزة التي تندرج تحتها، وأيضا مثلما ذكرت سابقا الأدوات المعاد تدويرها مثل العلب البلاستيكية والكابلات التالفة وغيرها
-ما هي الأسس التي تعتمد عليها لتلاقي ابتكاراتك تفاعل أكبر من قِبَل الجمهور؟
أعتمد كثيرا على ان تكون الفكرة مميزة وجديدة على السوق، ومحاولة حل المشكلات التي تواجهنا في حياتنا اليومية وهذا أمرٌ كافٍ لجعلها تنتشر وتفيد البشر في مختلف أمورهم الحياتية
-هل كان تخصصك الدراسي دافع لك في الاختراع والابتكار؟
لا لم يكن له علاقة وإنما العكس، أي ان حبي وشغفي للابتكار منحني الدافع لاختيار التخصص
-هل كان لك نشاط تعليمي أو ترفيهي؟
نعم قدمت بعض الدورات في المدارس
-هل رأيت إقبالا وتفاعلا من الطلبة الصغار؟
نعم، كثيرا، فهم محبين للاستكشاف والابتكار والأشياء الجديدة على أعينهم، وفعل التجربة بأيديهم والتعلم منها، وهذه أحد الطرق الفعالة التي تجعل الطفل يتعلم ويركز بالمعلومة وتعلم الأشياء الجديدة غير المتوفرة دائما وفي كل مكان، وبما إني أقدم محتوى جديد وبارز فبالتأكيد سألاقي اقبالا من مختلف الفئات.
-جراء اجرائك لعدة ورشات في المدراس، هل تعتقد أن الجيل القادم يمتلك الشغف للبحث والتجربة والاستكشاف؟
نعم اعتقد ذلك وبقوة، والأعمار الأصغر منا في الفترات الأخيرة نجدهم أكثر ابداعا وابتكارا، خصوصا أنهم ظهروا على جيل إلكتروني، يعتمد كثيرا على الالكترونيات مثل الآيباد، ونجدهم أكثر علما وفهما باللغات الإلكترونية وطريقة التعامل معها، فالتنشئة منذ الصغر لها تأثير كبير على عقلية الأطفال وفهمهم للإلكترونيات، فأشعر انه سيصبح من السهل عليهم تعلم لغات البرمجة وما إلى ذلك.
-هل وجدت الدعم، سواءً كان ماديا أو معنويا، من أي مؤسسة حكومية أو خاصة؟
معنويا نعم، خصوصا عند تقديمي للورشات والدورات في المدارس، فطلبهم لي خصيصا لأنهم رأو أني بارز في هذا المجال، اما الدعم المادي فممكن من خلال طلبهم لي للحضور إلى ورش والتعلم أكثر وكذلك للمشاركة في دورات مجانية، وتوفير بعض القطع الإلكترونية لي وعند تقديمي للورش والدورات أيضا يكون لي نسبة من المبالغ إذا كان ذلك يعتبر كنوع من الدعم
-برأيك، إلى ماذا يؤدي غياب الدعم عن الشباب العماني المخترع؟
إلى أشياء سلبية كثيرة، من الممكن ان يقلل من مقدرة الشخص أو يتكاسل عن الابتكار والاختراع، حتى وإن قرر ان يدعم نفسه بنفسه، قد يلاقي صعوبة في الاستمرار، وقد يؤدي ذلك إلى ضعف ابتكاراته واختراعاته، ولكن الدعم المادي ليس عائقا دائما، وإنما قد يكون الضعف من المخترع نفسه.