الصحوة – سُعاد بنت سرور البلوشية
الدم على إثره يرقد الكثير من الأعزاء لنا على أسرة المستشفيات في مختلف محافظات ومناطق السلطنة، وهناك من لديهم مواعيد وزيارات يومية إن لم تكن إسبوعية أو شهرية للتزود بما تحتاجه أجسادهم من كميات معينة من الدم، لتعويض نقص ما أو لعلاج مرض ما، فأين نحن من هؤلاء وهؤلاء؟ سؤال فضفاض بحجم الألم والحاجة الانسانية في أن نقف جميعاً معهم، ونشحذ الهمم في التبرع بالدم.
فهناك من كرس حياته لتقديم خدمة نبيلة ويحرص باستمرار على معاودة المواقع المتخصصة لتجميع الدم، كبنوك الدم وغيرها من الوحدات الخاصة بهذه المهمة، وهناك من تتكاثف جذوة حماسته ويسعى للمساعدة بنوايا حسنة فقط عند الحاجة في توفير فصائل معينة من الدم، إلا أن الحاجة ماسة ومستمرة في زيادة مخزون الدم لدى المستشفيات بشكلِ خاص ودوائر خدمات بنوك الدم بشكلِ خاص.
ومهما كتبنا من قصص ومقالات صحفية فإن الحقيقة قد تبدو مدهشة للبعض، إذا ما قرر أحدكم زيارة المرقدين في المستشفيات وسؤالهم عن كميات الدم التي يدخلونها في أجسادهم، وقد يعتقد البعض أن رسائل دعوات التبرع للدم التي يتم بثها بين الحين والآخر مجرد حديث عابر، فيما يعتبره البعض أمراً لا شأن له فيه، لكننا كشركاء وأبناء لهذا الوطن نشد عضد بعضنا البعض دائماً، نستطيع أن نكون لبعضنا نماذج جيدة في المبادرة، إذ حتماً ثمة في قلوبنا جميعاً كوة مضيئة نستشعر من خلالها حاجة كلُ منا للآخر.
كما لا يفوتنا الإشارة إلى أولئك الذين اعتراهم الخوف من الإبرة في بادئ الأمر وما أكثرهم، ولكن الفرصة لكسر الجليد والظفر بالأجر العظيم في تحسين حياة أحدهم ولو بقطرة دم، جعلتهم من أول الساعين في التبرع، ولازالت تدوي في أذني عبارة قالها لي أحدهم يوماً في البنك المركزي للتبرع بالدم في بوشر: “تأخرتُ كثيراً في واجبي بالتبرع بالدم، لكنني سأكون في مهمة دورية وأنا فخور بذلك”، فلم يأبه لكل المخاوف والتحذيرات التي لا صحة لها من التبرع بالدم.
ولعلي من خلال طرحي هذا أبالغ في التطرق لمسألة الحاجة ومناشدتكم في الإسراع بتبرعكم بالدم، لكنها التضحية والنخوة في سبيل من هم بحاجة لكم، أولئك الذين يمكننا بُحب الخير الذي فُطرنا عليه القيام بفعل نبيل وأصيل وصادق اتجاهم، وحتماً قد نتباين في فصيلة الدم لكن دورنا لاشك يتمثل في العزيمة الصادقة والنية من ذات النفس في القيام بواجب جسيم وحساس في إنقاذ أرواح، ولا ينتهي الواجب عند ذلك الحد، بل علينا المواظبة في التبرع إن لم يكن كُل 3 و6 أشهر فليكن سنوياً.
فهل لي أن أجد في ختام هذا المقال من تولدت لديه الرغبة الصادقة في التبرع بالدم؟ فأولئك الممدين على أسرة المستشفيات يحلمون بيوم إضافي لحياة جيدة خالية من الألم والسهر والوجع، الذين قد يستكين بقطرات من دمك، فلا تنسوهم.