الصحوة – هزاع الهنائي وغصن الحارثي
تزخر عمان بثلة من الشخصيات الفنية والعلميّة التي لها صيت واسع في بعض المجالات التي تصل إلى العالمية في أغلبها، وتلك الشخصيات لنا أن نفخر بها ونعتز بوجودها وانتمائها للسلطنة.
ومن بين تلك الرموز التقينا في حوار شيق بأحد تلك الشخصيات البارعة في مجال الإنشاد وهو المنشد العماني أحمد الشكيلي الذي وصل صوته وتلذذنا بسماعه خاصة في بعض الموضوعات الدينية منها والاجتماعية. وتحدث الشكيلي عن حياته الفنية مع الإنشاد كرسالة محملة بالأحاسيس والعبر، وعن حاضر ذلك الفن ومستقبله، وعن مستوى السلطنة في احتواء الفن والتشجيع له.
الحياة الفنية مع الإنشاد
يقول الشكيلي أن أغلب الذين برزوا في هذا المجال كانت بدايتهم بسيطة أولية كالإنشاد في المراكز الصيفية، أو المعاهد التعليمية، أو الإذاعة المدرسية التي تحظى بالنصيب الأوفر ف من هذا المجال فيقول: لا أذكر فعلا البداية الفعلية لي في موهبة الإنشاد ولكن أعزوا بها غالبًا عندما كنا في المراحل التعليمية حيث نقدم البرامج المتنوعة في الإذاعة المدرسية ومنها الإنشاد الفردي كان أم الجماعي.
ويذكر أحمد أن المدرسة هي بيئة تنشئة للفرد ولاسيما أصحاب المواهب، لأنها بمثابة الأسرة التي تحتفل بكل مناسبة تمر عليها من المناسبات الدينية، والوطنية، والاجتماعية، وغيرها. وفي سؤالنا عن الحافز الفعلي للمنشد بشكل عام وعند أحمد بشكل خاص قال إن الحافز على الغالب هو إيصال الرسالة بصورة أكثر قابليّة عن الصورة المتعارف عليها بالنص النثري، وأن اللحن في النشيد هو الحافز للمستمع لتقبل الرسالة، ويقول: دائما ما يرتبط النشيد بتلاوة القرآن، فكلاهما سبيل خصب لإيصال الكلمة الطيبة للمجتمع، فهو الحافز الأساسي لي.
ويتابع الشكيلي كلامه: استعمال نعمة الله تعالى عليّ بأن وهب لي هذه القدرة في نشر الخير للمجتمع كلٌ بما يملك، وأنا لي هذا المجال لاستعمله في هذا النطاق، وهذه النعم يُسأل المرء عنها يوم القيامة فيما استعملها.
وعند سؤالنا له عن كون الإنشاد وسيلة لكسب المال بكونه مصدر دخل قال: بالنسبة لي لا يعد الإنشاد مصدر دخل يذكر، وقد يكون كذلك بالنسبة لبعض المنشدين المجتهدين على نفسهم أكثر، أما أنا فلم أعمل بالقدر الذي يجعل هذا المجال مكسب رزق، ولكن غالبًا ما تكسب شيئًا بسيطًا من عمل واحد من أصل عشرة أعمال فنية.
المخزون الفني لأحمد الشكيلي
يقول الشكيلي أن أغلب الأناشيد التي قدمتها للجمهور كانت بطلب من جهات معينة، ولعل أغلب الأعمال تكون لمناسبات محددة وينتهي سريانها وشهرتها بانتهاء تلك المناسبة أو الذكرى المعمول لها.
وعند سؤالنا له عن أقرب الأعمال التي قدمها إلى نفسه قال: أهم عملين أعتبرهما الأقرب إلى قلبي هما عملين خاصين بي، الأول بعنوان “مدد”، والآخر بعنوان “نبي الله”، وكلاهما متوفران على صفحتي في موقع اليوتيوب. ويذكر أحمد أن سبب قرب تلك الأعمال له بأنه عمل عليها بنفسه وبجهده، وتستحق تلك المنزلة.
وصرح الشكيلي بأن هدفه الأسمى من مجال الإنشاد هو أن يصل صوته إلى أبعد مدى في العالم أجمع، فيقول: ذكرت بأن الإنشاد عبارة عن أحاسيس محملة برسالة أسمى من كونها كلمات تسمع بلحن، فأريد أن تصل تلك الرسالة بصوتي إلى العالم وسأحقق ذلك بإذن الله، ويواصل حديثه: أعلم أن تلك الخطوة كبيرة ولكن أملي بالله أكبر وما ذلك على الله بعزيز.
وفي جانب المشاركات في المسابقات الإنشادية يقول الشكيلي أنه شارك في عدة مسابقات على مستوى الولاية بشكل فردي، وأيضا على مستوى السلطنة، فيقول: شاركت في مسابقة على مستوى ولاية جعلان بشكل فردي فتوجت بالمركز الأول حينها، وفي مستوى المشاركات الجماعية فشاركت في مسابقة وزارة الرياضة سابقا على مستوى السلطنة في فرقة أنغام الحياة الإنشادية فحصلنا على المركز الثاني.
علم المقامات
يقول الشكيلي في هذا الصدد: علم المقامات هو وسيلة لمزيد من الاتقان والاحساس بالكلمة لدى المستمع، ولكنه ليس الغاية الأساسية من النشيد كما يظن البعض ويشتغل به عن الهدف الأساسي من النشيد وهو الرسالة المقدمة.
يواصل أحمد شرحه في هذا المجال ويبين وجهة نظره حياله بأن المنشد لا بد من أن يتعلم ولو الشيء اليسير من هذا العلم الذي ينظم طريقة الأداء الإنشادي بتقسيم اللحون وطريقة الإلقاء إلى مقامات صوتية معتمدة والتي أصبحت تدرس في بعض الجهات المهتمة بهذا المجال، ويقول الشكيلي أن المنشد عليه أن يتعلم المقامات الأساسية كحد أدنى من هذا العلم.
مستوى الإنشاد في السلطنة
وفي هذا الموضوع يقول الشكيلي: السلطنة في تقدم ليس بالكثير مقارنة ببعض الدول ولكن لا ننظر لهذا التقدم بنظرة سلبية، فالأعمال الإنشادية تعد أعمالا مكلفة في الناحية المادية والنفسية، ويقول أيضا: أصبح الناس في هذا الزمن على إطلاع واضح ببعض العلوم التي جعلت من ذائقة أغلب الناس عالية فينتقون ما يضاهي تلك الذائقة، وهذا ما يجعل تلك الأعمال مكلفة نسبيا.
ويواصل الشكيلي حديثه: ولا يمكننا في هذا الموضوع ان ننسى الجهود المبذولة من قبل الجهات الحكومية كوزارة الرياضة والثقافة والشباب في النهوض بهذا الجانب بعمل المنافسات على مستوى السلطنة، ومن بعض الجهات الخاصة مثل البنوك الإسلامية وغيرها التي تحتضن مثل هذه المواهب وتدعمها مادياً لتبرز للمجتمع بصورة لائقة.
نشكر وإياكم ضيفنا المتألق المنشد أحمد الشكيلي، ونهنئ له هذه الروح وذلك الصدر الرحب في الإجابة عن تساؤلاتنا. ولا يخفى عليكم أن أعمال ضيفنا أغلبها متاحة على صفحته الخاصة في موقع اليوتيوب فيمكنكم الاطلاع عليها وقتما تشاؤون.