الصحوة- مارية البوسعيدية
يعد عالم الثعابين عالمًا غامضًا شائقًا، يراه البعض عالمًا خطيرًا لا يجب الاقتراب منه مثلما هو الحال في “جزيرة الثعابين” البرازيلية التي تعرف باسم “الجزيرة القاتلة” وتصنف من أكثر الأماكن خطرًا في العالم. وفي السلطنة توجد أنواع عديدة من الثعابين التي تستوطن الأودية، والجبال، والرمال، وتختلف درجات سميتها من شديدة السمية، إلى متوسطة السمية، وغير السامة. ولا يستطيع الكثير من الناس التعايش مع هذا العالم المختلف فيعتدون عليها في بيئتها بالقتل والإبادة، ولكن الأمر مختلف عند أحمد البوسعيدي الذي يهوى عالم الثعابين ويحب التعامل معها واقتنائها، والتعمق في عالمها، حتى إنها أصحبت مجال تخصصه وعمله. الصحوة التقت به للحديث عن هوايته في تربية الثعابين، وتخصصه في مجالها.
▪ حدثنا عن بدايتك في هواية تربية الثعابين، وكيف أصبحت مجال عملك؟
منذ الصغر كنت أنجذب لمعرفة المزيد عن الثعابين، ثم بدأت باقتنائها. وكنت دائمًا أتمعن صورها في الكتب والمجلات، وأقرأ عنها، وأتعمق في عالمها الخفي، وما زلت إلى الآن أقرأ المزيد عنها وأحاول استكشاف عالمها، وأماكن تواجدها، وتحركاتها، وسلوكياتها. ولاحقًا أصبحت الثعابين جزءًا من مجال عملي، فخبرتي فيها أوصلتني إلى العمل كمختص ثعابين أُشرف على معرض الزواحف بمركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى.
▪ ما الدافع الذي يحفزك على مواصلة هوايتك؟
لا أستطيع القول بأن عائلتي هي المحفز لي لأنهم كثيري الخوف علي من خطرها، لكن دعمهم لي يكون بالطريقة المعنوية، وأصدقائي أيضًا داعمون لي كونهم يثقون بعملي ويقدمون لي الكثير من الدعم من خلال مساعدتي في تقصي مواقع الثعابين، وتزويدي بالمعلومات التي تفيدني في استكمال أبحاثي.
▪ ما الصعوبات التي تواجهك؟
توجد الكثير من الصعوبات لكنني دائمًا أصر على التغلب عليها، ومنها تقصي مواقع الثعابين، فبعضها يسكن في قمم الجبال الوعرة ومنها ما يسكن في الرمال والتي تكون مرتفعة الحرارة صيفًا. وبعض الأنواع تكون خطرة جدًا خاصة عندما تدافع عن نفسها مثل الكوبرا العربية. ولكن حب التعلم وشغف البحث يدفعني لمواجهة هذه الصعوبات.
▪ ما الغاية التي تريد أن تصل إليها؟
أسعى من خلال تربيتي للثعابين أن تعم الفائدة على عمان كافة. وفي مجال العمل البيئي والأبحاث نسعى لأن نتمكن من إنتاج الأمصال لسموم الثعابين المختلفة في المستقبل القريب بإذن الله.