الصحوة – محمد بن خميس الحسني
نعيش في عصر السرعة عصر الثانية عصر السباق، الخاسر من يتأخر ولو بوقت قصير فاليوم يوصف العالم بالسرعة ونجد هناك متغيرات كثيرة في مجالات عدة في حياتنا اليومية فالعمل الذي كان ينجز في الماضي في أيام ينجز اليوم في ثوان معدودة وبدقة عالية.
السرعة في الإنجاز من المعطيات المهمة والتي من المفترض أن تكون شعار لنا جميعا في جميع المجالات وهدف لابد من التركيز عليه لضمان نجاح مستحق وفق خطوات مدروسة.
العشوائية لا مكان لها هنا على الرغم من السرعة الفائقة على عكس من القول السائد إن السرعة تولد العجلة وتولد الخطأ وذهب البعض في القول هنا ( في العجلة الندامة وفي التأني السلامة) السرعة المقصود هنا سرعة الإتقان فهي عملية تقنية مترامية الأطراف وبالتالي جيدة النتائج لأن بها صمام أمان ثابت.
إستغلال العقل البشري من العوامل البناءة في إنجاز الأعمال بصورة مثالية تساعد على الإبتكار وديمومة العمل بنظام يتوافق مع ما يفكر به ذلك الفرد وهنا لابد من التنوية لنقطة هامة وركيزة من ركائز التقدم إلا وهي إتاحة المجال للموارد البشرية في الإبداع وفي طرح أفكارهم وآراؤهم بلا قيود ولا دروس روتينيه ممنهجة.
نرى بإستمرار العالم من حولنا يتقدم ونحن ننظر إليهم ونصفق ونكيل لهم المدح والثناء بأعمالهم المجيدة المتقدمة ولم نفكر ولو قليلاً أننا نستطيع أن نكون مثلهم وربما أفضل منهم ولكننا رسمنا لأنفسنا دائرة ضيقة.
ونعلل عدم منافستنا لهم بأسباب متكررة منهكة منذ سنوات بالقول قلة الإمكانيات وقلة الموارد ونأتي ببراهين من كل حدب وصوب ولا يقتصر الأمر على ذلك الأمر فقط وإنما يذهب البعض لإلقاء اللوم على الحكومة فهم بذلك يقتصرون على جهة واحدة.
لذا وجب علينا جميعا أن ندرك دور السرعة المدروسة في زيادة عملية الإنجاز نعم هناك أعمال منجزة ولكننا نريد أن نزيد سرعتها نزيد قوتها لتبحر في نطاق رحب يستطيع أي منا المشاركة والإبحار فيها بإنطلاقة هادفة تصل بنا لعالم التقدم .
يا سبحان الله هناك من الأشخاص سريعين في إنجاز أعمال النقل والقيل والقال سرعة توازي سرعة البرق فنرى تداول معلومات وأخبار بعضها غير صحيحة وبعضها الآخر قديمة بغبار السنين ومع ذلك تنشر في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي حتى دون التأكد من صحتها.
هنا ليس المهم لدى الناشر صحة المعلومة المهم عنده السبق، تأملوا معي أعزائي القراء نذهب لعمل أمور لا فائدة منها سوى الإشاعة وتقليب المواجع ونترك الأشياء المهمة جانبا أليس من الأجدى لنا أن نفكر بأعمال تطويرية مفيدة لنا كأفراد وكمجتمع.
مدرك هنا قول البعض دعونا نتنفس ونفعل ما نريد، رائع جدا ما المانع من العمل بأريحية وفق ما نراه مناسبا لدينا أعمال كثيرة ومتنوعة على مستوى وطننا الغالي.
لنقلل من العمل في الهواء بدون جدوى تذكر ودعونا نعمل على واقعنا بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات فمن خلال المواجهة بينهما نستطيع أن ننتصر ونصنع ما نريد حسب رغباتنا.
ولنبتعد عن سرعة النقل والتناقل في أعراض الغير ونكون فعليا في سرعة الإنجاز الدائم مقرون بالإتقان.
دمتم بود