الصحوة – محمد بن خميس الحسني
مصدقا لقوله تعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير} (30) من منطلق قول الحق عزوجل نجد أن جميع ما يحدث لنا هو من عملنا ويؤكد الخالق عزوجل بقوله {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (38) ورغم ذلك يستمر بعضنا في في ارتكاب أفعال تغضب الله سبحانه من كذب وإفتراء وشهادة الزور وترك الصلاة في أوقاتها وإثارة الفتن والبغضاء وحسد بعضنا البعض.
يتفنن البعض منا في تعاليم دينه الحنيف بتبرير ما يقوم بها من أفعال وسلوكيات خاطئة أو بالأحرى يتجاهل بها، فيقوم بأعمال جسيمة أعمال محرمة ومكروه وهو يرتكبها يكاد يكون كل يوم كالنفاق بين الناس والكذب باعتبار إنها كذبه بيضاء وخفيفة بل يذهب بعضهم لارتكاب أمور كبيرة كشهادة الزور وغيرها من الأمور التي نهى عنها ديننا الحنيف.
تلك الأفعال والمعاصي المرتكبة يهون البعض من شدتها بإعتقاده الدائم إن التوبة ستمحي كل معاصينا وذنوبنا ويأمل نفسه في التوبة قريبا والتي تمتد لسنوات وربما قرون ولغاية الهرم والمرض العضال هنا يتوقف ليتوب توبة نصوحة.
تناسوا قوله تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} صدق الله العظيم، لو تأملنا جيدا في هذه الآية الكريمة تأمل يقين ومعرفة تامة بقدرة الله العظيمة لما صنع ما يقوم به في وقتنا الحاضر.
كما أنه حتما سيتوقف عن ارتكاب ما يغضب الخالق لأنه على مشارف الموت فلا وقت لديه عندئذ إلا التوبة ولو قام من مرضه الخطير ربما سيتراجع عن التوبة لا يدري أن التوبة بشروط ويجب تنفيذها دون إخلال بأي شرط فيها، الملفت للنظر حقا أن بعضنا يرتكب فعل ثم يتساءل ماذا صنعت؟ ولم أفعل إلا الصحيح ينسى سيئاته التي صنعها ويريد المباركة في رزقه لأنه ما فعله من أعمال ماضية هي بسيطة وإن الله غفار رحيما.
نعم الله سبحانه غفار ورحيم وتواب وعادل ولطيف بعباده بشرط معاهدته بالتوقف عن تلك الأعمال المسيئة ويجب عليه أن يفعل أعمال حسنة توضح توبته النصوحة التي لا رجعة فيها.
إن المكابرة والتعنت والاستمرار في أمور دنيوية لا فائدة منها دون الحرص على محاسبة النفس أولا بأول أمر لابد العدول عنه والمفترض لنا في كل يوم نعيشه أن نعرف وندرك الحياة التي نعيشها والهدف منها فعلاقتنا بالله هي علاقة عبودية، وهذا واضح من قوله تعالى: “وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون” (الذاريات، الآية 56)، إذ قصر الله الغاية من خلق الإنس والجن على عبادته. … والمؤمن يفخر بأنه عبد لله، بينما الكافر عبد لمن لا يستحق العبودية، وهذا وضع للشيء في غير موضعه، وهو الظلم بذاته..
الدنيا تمضي وأعمارنا تمضي كثوان فلنستثمرها فيما ينفعنا ولنقرب كثيرا من خالقنا ونتبع أوامره ونبتعد عن نواهيه وان نسير بخطى ثابتة للصلاح والتقوى ومخافة الله عزوجل.
العمل الصالح لا يعرف سنا معين صغارا كنا أم كبارا لا نقول ما زلنا شبابا صغارا وتصنع من تهواه من أفعال هدامة أعمال لا تحمل في طياتها إلا اللهو واللعب وارتكاب الآثام على أمل الرجوع عنها بعدما نبلغ من العمر عتيا وهل لديكم ضمان بالعمر الطويل طبعا لا لذا يجب علينا أن نبادر بعمل أعمال صالحة هادفة تخدم الفرد والمجتمع والوطن.
وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة ودمتم بود
alhassani60536@gmail.com