الصحوة – خلود الخالدية
مشوار ما بعد التخرج قد يكون سهلاً أو صعبًا، محفوفًا بالمخاطر والتجارب السيئة، مليء بفرض التعلم والذكريات المضحكة والمثيرة، من هنا، الخطوة الأولى التي ينبغي أن يقوم بها الخرّيج هي إعداد سيرته الذاتية والتي تكون هي المفتاح الأول لصنع المستقبل الوظيفي. من هنا، استلهم سلطان الربيعي وأسامة السيفي فكرة إنشاء مشروع مختص بإنشاء السيرة الذاتية باحترافية وإتقان وبشكل جاذب للمؤسسات العملية، من هذا المنطلق حاورت الصحوة سلطان الربيعي أحد مؤسسي مشروع (رتبني) لتسليط الضوء على المشروع أكثر:
- في البداية أستاذ سلطان كيف كانت بداياتك في المشروع؟
نعم، بحكم خبرتي في الموارد البشرية والتي عملت بها ما يقارب 12 عامًا، وكنت أشغل مهمة مسؤول ومشرف توظيف في مختلف الشركات في القطاعين العام والخاص، وفي شركات النفط، وما زلت مستمرًا، فقد اكتسبت خبرة طويلة جرّاء مراجعتي لأعداد سير ذاتية بالمئات، حيث نقوم بعمل تصفية لهذه السير ما إن وافقت الشروط أو لا، فاكتسبت خبرة متواضعة في كيفية إعداد وتجهيز السيرة الذاتية، بالإضافة إلى اشتراكي في حملات تطوعية مختلفة نقوم فيها بزيارة الطلبة الذين على وشك التخرج في الكليات والجامعات وإعطائهم ملاحظات على سِيَرهم الذاتية. كذلك المعلومات التي من المفترض تواجدها في السيرة وكيفية ترتيبها بالإضافة إلى مختلف مشاركاتي مثل مشاركتي في مبادرة (تقدر) التي تقدمه شركة بي بي للنفطح، حيث كنا نجتمع بالطلبة ونراجع سيرهم الذاتية. ومن هنا كان المنطلق لفكرة مشروع “رتبني”.
- كيف أتتك فكرة إنشاء المشروع؟
في الحقيقة وبحكم تخصصي كان الكثير من الأقارب والأصدقاء الذين يطلبون مني عمل سيرة ذاتية لهم، ولربما يبدو أن هذا نوعًا ما متعب ويأخذ وقتا كثيرًا، فذلك قد سبب لي بعض الضغوط، وفي نفس الوقت يجب أن أقدم لهم سير ذاتية ممتازة ليقدموها لسوق العمل. رأيت أنني أمتلك المهارة والخبرة والأدوات، فلماذا لا أسعى لعمل مشروع يقدم خدمة صنع سيرة ذاتية بطريقة احترافية. كنت نوعًا ما مترددًا بحكم عدم معرفتي التامة بالتسويق، فتواصلت مع الأخ الصديق أسامة السيفي خبير في التسويق، فرحب بالفكرة واتفقنا للاجتماع كل يوم أحد لمدة معينة في شهرين للتخطيط والترتيب وما إلى ذلك.
- من هم الجمهور المستهدف للمشروع؟
هدفنا هو تنمية مهارات الشباب وتهيئتهم لسوق العمل بأكمل وجه، وبالطبع الخريجين الجدد هم الجمهور المستهدف الأول والذين يحتاجون للسيرة الذاتية لتقديمها لسوق العمل، وكذلك للأشخاص الذين يريدون تطوير سيرهم الذاتية وتغييرها، فنقوم بمراجعة السيرة ثم التواصل معهم لاطلاعهم بخطة العمل، وإكمال المعلومات إذا كانت ناقصة وإضافة ما هو مفيد وجاذب للشركات التي ستستلم هذه السيرة. فالسيرة هي وسيلة التواصل الأولى بين الشخص وبين مدير التوظيف، فيجب أن تكون السيرة مرتبة وجاذبة ومريحة، فالشخص الذي يستلم السيرة الذاتية سيأخذ انطباعاً أولياً عن الشخص ذاته، فإذا كان مهمشًا فذلك يعني أن الشخص مهمش أيضا والعكس صحيح.
- إذاً، هل هنالك باقات مخصصة للفئات المستهدفة المختلفة؟
نعم، قمنا بعمل ثلاث باقات مختلفة، فهنالك باقة الخريج والتي تستهدف طلاب الجامعات والخريجين الجدد، وباقة المحترف والتي تشمل الخطاب التعريفي وخطاب شكر لأصحاب العمل، وباقة الخبير والتي نقوم فيها بتحديث السيرة الذاتية وأيضا تشمل الخطاب التعريفي.
- ما هي التحديات والصعوبات التي واجهتكم؟
من ضمن التحديات، كما ذكرت سابقًا، التردد، والتساؤلات التي راودتني، هل سنجد إقبالًا للمشروع؟، وأيضا اختيار اسم المشروع أو العلامة التجارية (رتّبني)، بأن يكون الاسم قريبًا من اللهجة العمانية، وقد استبعدنا ما يقارب 15 اسم مختلف بين اللغة الانجليزية والعربية، كما أننا قمنا بعمل بحث في السوق للمشاريع المشابهة فوجدنا أن أغلب المشاريع كانت من هواة في وقت فراغهم، ولا توجد خطة واستراتيجية متبعة، فظهرنا نحن وبحمد الله بقوة.
- ما هي الطرق التسويقية التي تتبعوها لتسويق المشروع؟
نقوم باتباع طرق تسويقية حديثة، وهي من خلال العمل على محتوى إبداعي يُعبر عن مدى احترافية الفريق، والتي نقوم بنشرها عبر منصتنا في الإنستجرام. وكذلك، نقوم بالتواصل مع عملائنا الحاليين لإعطائهم فرصة بالاستمتاع بتخفيض لكل من عملائنا الجدد الذين يأتون من خلال هؤلاء العملاء الحاليين.
- ما هي الخطة المستقبلية المرسومة للمشروع؟
رتّبني هي ليست مجرد منصة لعمل سيرة ذاتية، وإنما هي مشروع لخطة طويلة المدى تأتي بمراحل معينة لكل فترة من الفترات، ابتداء من حساب إنستجرامي جديد وينتهي بمنصة استشارية بحتة، تقوم بتقديم استشارات مختصة حول الموارد البشرية والتسويقية كذلك، وسوف نساهم في توظيف الكثير من المستقلين للمساعدة في تلبية رغبات زبائننا، إلى أن تنتهي بكونها منصة عالمية تخدم السوق المحلي والعالمي للاحترافية كلٍ في مجاله.