الصحوة – أشرف الخزيري
اشتهرت ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة بجبالها وأوديتها وخيراتها الطبيعية، ومن المعروف عن أهالي ولاية الرستاق كثرة ارتباطهم بالبيئة الطبيعية الغنية بشتى أشكالها، فجبالها الشاهقة وأشجارها المنتشرة في جميع المناطق بالاضافة لتواجد أشجار السدر والسمر التي جعلت من مناطق الرستاق مكانا مناسبا لتربية أجود أنواع العسل.
وتعتبر ممارسة تربية النحل وجنيه من أهم المهن التي حرص عليها أهالي وادي السحتن في ولاية الرستاق، وذلك لتعدد الفوائد الاقتصادية والصحية من هذه المهنة، وكون هذه المنطقة غنية بالبيئة الطبيعية للمناحل وجعلت هذه الهواية إرثا تتناقله الأجيال، معنا في الحوار النحال محمود العبري أحد النحالين من الرستاق سيحدثنا أكثر على هذه المهنة ويجيب على أسئلتنا.
كيف كانت بدايتك مع هذا المهنة ومن أين اكتسبتها؟
كانت بدايتي مع نحل العسل منذ الصغر عندما كنت أذهب إلى المنحل مع جدي ووالدي وأرى طرق تعاملهم مع النحل، وكيفية فرز الخلايا ونقلها في مختلف المواسم. وأيضاً بسبب تواجد العديد من النحالين في القرية استطعت أن أكتسب هذه المهنة عبر السنوات.
هناك العديد من أنواع النحل ويختلف كل نوع بحسب المكان الذي يعيش فيه. ما هي الأنواع التي تفضل تربيتها؟
هناك نوعان من النحل التي أهتم بتربيتها، النوع الأول هو “نحل التربية “والذي يقوم النحالين بتربيته داخل الصناديق ويوضع في المزارع والبيوت وسهل تربيته على عكس النوع الثاني من النحل والمسمى بالنحل الجبلي أو المتعارف عليه” أبو طويق”، وهو النحل الذي يعيش في الأشجار والكهوف ويصعب نقله من مكان لآخر وكذلك يصعب الحصول على المكان المناسب له فيجب أن يوضع في الجبال أو الكهوف بطرق صحيحة.
الموسم الحالي هو موسم فرز العسل وهناك مواسم أخرى للفرز. حدثنا عن هذه المواسم
توجد عدة مواسم لاستخلاص العسل في منطقة وادي السحتن ومن أبرزها “موسم السدر” الذي يكون بدايته من شهر سبتمبر إلى شهر نوفمبر. وأيضا “موسم البرم (السمر)” وبدايته يكون من شهر مارس إلى نهاية مايو. بالإضافة إلى وجود موسم بين هذا الموسمين يسمى “موسم الزهور” ويأتي مع نزول الأمطار ونمو الزهور في الأودية والمزارع.
قد تختلف بيوت النحل من نوع لآخر، فبعضها على الكهوف وبعضها في الصناديق ، كيف يتم التعامل على هذه الأنواع وتحضيرك لكل نوع ؟
نعم يوجد نوعين من النحل، فنحل “أبو طويق” الذي يعيش في الأشجار والكهوف يجيب أن يكون اتجاه الخلية في فصل الشتاء مقابل “لشروق الشمس” أما في فصل الصيف فتكون عكس اتجاه الشمس. أما نحل التربية فبيته في الصناديق وتستخدم لها الصناديق لسهولة نقلها للمناطق التي تحتوي على الزهور وانتشار السمر والسدر وكذلك سهولة التعامل معها من حيث زيادة عدد البراويز والنظر إلى الحضنة (بيض النحل) وكيفية تجميع العسل وأيضا يسهل معالجة النحل في الصناديق.
لا بد من وجود حشرات وصعوبة تعيق إنتاج النحل للعسل. كيف يتم التغلب على هذه “الآفات”؟
نعم في الحقيقة يوجد هناك بعض من “الآفات والحشرات” التي تعيق من إنتاج النحل للعسل أو ربما تقتل النحل وتضعف الخلية. منها “حشرة الفروة” وهي حشرة صغيرة تعيش بين أجنحة النحل وتؤدي إلى قتل النحل بعد مرور يومين أو ثلاثة إذا لما يتم معالجة النحل. بالإضافة هناك حشرة أخرى تعيق النحل “واسمها الفراش”، حيث تقوم هذه الفراش بوضع بيضها في خلية النحل فتقتل النحل وتتغذى على العسل. ويتم التغلب على هذه الآفات بالأدوية والمبيدات التي توفرها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للنحالين، ويجب متابعة الخلايا باستمرار لتجنب موتها أو ضعفها.
حدثنا عن الفوائد” الاقتصادية ” من تربية النحل .
نعم ولله الحمد هناك العديد من الفوائد الاقتصادية من تربيه النحل، فمثلاً في السنة إذا كانت لدينا ١٠٠ خلية فالمردود من العسل يتجاوز الألفين ريال عماني. والفائدة الأخرى هو عندما تكون الخلايا بصحة جيدة ونشيطة فأنه يمكننا “بتقسيم الخلية”، إذا كانت خليتين نقسمها إلى أربع وهكذا، ويتم بيع كل خلية وقيمتها من ٨٠ ريال إلى ١٠٠ ريال.
ما الوسيلة التي من خلالها تروج للعسل الذي تجنبه؟
في الوقت الحالي أفضل طريقة للترويج عن النحل والعسل عن طريق و”سائل وبرامج التواصل الاجتماعي” وأيضاً بسبب المكان الذي أعيش فيه ومكان المنحل أكثر مبيعاتي للأصدقاء والأقارب.
لكونك توارثت هذه المهنة من أجدادك. في رأيك ما الفوائد الصحية من العسل الأصلي وما أكثر الأمراض التي يعالجها العسل؟
توجد الكثير من الفوائد الصحية للعسل وقد ذكرها القرآن والسنة في مواضع كثيرة، وما عرفته من أجدادي وخبرتي مع النحل أنه يفيد بعلاج أمراض البطن والجلد والزكام والعينين وأمراض الحلق ويمكن أيضاً أن يتم خلطه مع أعشاب أخرى ليعطي دواء يكون تركيزه عالي ومفيد.
ذكرت أن وزارة الثروة الزراعية والثروة السمكية وموارد المياه هي من توفر المبيدات , هل ترى اهتمام كثير من الوزارة بالنحالين وهل شجعتك على الاستمرار مع هذه المهنة من خلال توفيرها للمعدات اللازمة؟
في الماضي كانت الوزارة تهتم ولكن بشكل قليل في هذا المجال، ولكن الأن أصبح هناك تغيير ملحوظ من قبل اهتمام الوزارة بالنحالين، فأصبحت هي من تشجع على استمرارية التربية ووفرت المناجر الخاصة لصناعة الصناديق للنحل وكذلك توفيرها الأدوية والآفات الخاصة للنحل. بالإضافة توفيرها للعديد من الأراضي للنحالين وتوفيرها لخلايا النحل للنحالين كتشجيع. بالإضافة انها تقوم بمعارض ومهرجانات خاصة لبيع العسل .
هل تواجهك “صعوبات” مع هذه المهنة؟
نعم هناك بعض الصعوبات في هذا المهنة، فلا توجد مهمة خالية من الصعوبات، فمن هذه الصعوبات قلة الأمطار في بعض المواسم، مما يؤدي لعدم نمو الزهور ة والبرم ومن ثم تضعف الخلايا، وأيضاً انتشار الآفات والحشرات تشكل مما خطراً على النحل إذا لم يتم التعامل معها بأسرع وقت ممكن, فتحتاج إلى رعاية مستمرة وإلا فستضعف الخلايا أو تموت. وآخر الصعوبات التي تواجهني هي عندما تموت” ملكة الخلية “فيصبح شح في الملكات مما يؤدي إلى موت الخلية بعد أسبوعين إذا لم يتم توفير ملكة أخرى.
ما هي النصيحة التي توجهها للنحالين أو الأشخاص المقبلين على هذه المهنة؟
أوجه نصيحتي للنحالين بعدم الغش في العسل ومراعات الزبائن لأن الزبائن يلجؤون للعسل العماني الأصلي لأنه مفيد للصحة كما ذكرنا , وعدم تغذية النحل بمواد كيميائية كثيرة فقط المغذيات الطبيعية تعطى للنحل بشكل بسيط لتقوية الخلية وتنشيطها , كما أدعوا المشتري الذي يريد العسل العماني الأصلي الذي يباع بسعر مرتفع أن يتعرف بمكان البائع وينظر للمنحل والتعرف على المغذيات التي تعطى النحل .