كتبت- هدير عصام
“طاير فوق السحاب” هذه الجملة عند سماعها؛ لن تتخيل أبداً أنها يمكن أن تكون حقيقة لكن يعيش سكان قرية حطيب اليمنية فوق السحاب حيث تعبر أقرب نقطة من السماء ورغم القرب تتمتع بجوٍ دافئ ومعتدل في فصول الشتاء والصيف.
يشاهد سكان قرية حطيب تساقط الامطار من تحتهم دون أن تمطر عليهم حيث تكون القرية الوحيد في العالم التي يحدث فيها هذه الظاهرة، وقالوا قديما في وصف حطيب “القرية التي لا تمطر عليها السماء” فهي لوحة فنية في أحضان السحاب.
تقع قرية الحطيب شرقي منطقة حراز غرب العاصمة اليمنية صنعاء توجد القرية على ارتفاع 3200 متر فوق سطح الأرض ولقد بناها آ آل الصلحي في الفترة من 439-459 هجرية وذلك بسبب حماية أنفسهم من هجمات الأعداء وهي على شكل قلاع وأسوار عالية.
تم تصميم القرية علي الطراز المعماري القديم والحديث وسمات الريف البديعة المريحة للأعصاب.
يسكن حطيب طائفة البهرة أو المكارمة كما يطلق عليهم في المجتمع اليمني وهم طائفة إسماعيلية (مسلمة)، وجاء إلى القرية محمد برهان من مومباي وادخل الكهرباء و قدم الخدمات لهم، ورغم أن قرية حطيب تعتبر من أهم أماكن السياحية على مستوى العالم كله، حيث يوجد به فندقان فقط ولا يمكن لأي أحد المبيت حيث يرفض أهلها وجود الغرباء بينهم.
كما يوجد مقام إبراهيم بن حاتم الحمداني وهو من أسس قرية حطيب وقاموا ببناءه حيث أصبح مزاراً عالمياً يتوافد إليه الآلاف لزيارته كل عام من طائفة البهرة.
يتميزن نساء قرية حطيب بعدم ارتداءهن للون الأسود نهائيا، حيث يقومون فقط بارتداء قطعتين من خمار ملون والمتزوجات تغطي وجوههم والفتيات لا يقوموا بغطاء وجوههم.
يزرع سكان حطيب أجود أنواع أشجار البن وتشتهر بأكبر إنتاج للبني اليمني، والجدير بالذكر أنه تم إضافة قرية الحطيب إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي في 2002 كموقع له قيمة.