الصحوة – د.حمد بن ناصر السناوي
يقول أحد الزملاء “أصبت مؤخرا بالزكام ، لم تكن لدي أعراض آخرى وكان فحص الكورونا سلبي لكنني وجدت نفسي طريح الفراش انتظر أن تحضر لى زوجتي الشوربة التي أشربها ببط ، تغير صوتي و بطأت حركتى وشعرت وكأني بحاجة للعطف والرعاية من الأخرين. استمعت إليه متسائلا ” هل توجد فروقات بين سلوك الرجل والمرأة عند الإصابة بالمرض؟.
يخبرنا علم النفس أن سلوك الفرد عند إصابته بالمرض يمر بأربعة مراحل وهي ، الشعور بالأعراض ، ثم محاولة تفسيرها، ثم التعبير عنها ، وختاما التعامل معها. فعند إصابتك بالصداع ،مثلا، تشعر بألم في الرأس قد تفسره بأنه مجرد إرهاق ، ربما لأنك سهرت في الليلة الماضية ، فتعبر عن ذلك الألم بإظهار الضيق وعدم الارتياح ، ومن ثم تقرر أن تأخذ بعض الحبوب المسكنة وتحاول الاستراخاء ليزول الألم ، وربما تقرر أن تستشير الطبيب إذا زادت شدة الألم أو لم يستجب للعلاج ، بينما قد يعاني شخص آخر من نفس الصداع لكنه -ولأسباب عديده- يفسر هذا الصداع على أنه دليل على إصابته بسرطان الدماغ ، هذا الاستنتاج يجعله يشعر بالتوتر والخوف و يسارع في إستشارة الطبيب وطلب الفحوصات ، حتى ولو كان صداعا خفيفا ، وإحيانا يستمرفي توهم إصابته بالسرطان حتى وإن كانت نتيجة اشعة الدماغ سلبيه ، فيذهب الى طبيب آخر وهكذا ، هذا السلوك المختلف بين الشخصين و إن تشابهت الاعراض يتأثر بعوامل عديده مثل قدرة الفردعلى تحمل الألم و وجود تجارب سابقة مع أعراض مشابهه ، كما يساهم رد فعل الأبوين تجاه الطفل المريض في تشكيل سلوك المرض حتى بعد أن يكبر ، ففي بعض الاسر يظهر الأبوين العطف والحنان تجاه الطفل فقط عندما يكون مريضا بينما يمتنعان عن التعبير عن هذه المشاعر باقي الوقت ، فيقوم عقل الطفل بالربط بين المرض وإهتمام الأبوين لذا نجده أحيانا يبالغ في إظهار التعب والإرهاق – حتى ولو كان المرض بسيطا – فقط لنها الطريقة الوحيدة للحصول على إهتمام الوالدين.
لنعد الان الى السؤال الذي طرحناه في بداية المقال ، هل توجد فروق بين الجنسين عند التعامل مع المرض ؟
لا تزال الآراء منقسمه حول هذا الموضوع ، فبينما تنفي بعض الدراسات وجود فروقات بين الرجل والأنثى ، تذكر دراسات أخرى مصطلح “زكام الرجال ” للاشاره الى السلوك المرضي الذي يتبناه بعض الرجال عند الاصابه بالمرض حتى ولو كان بسيطا مثل الزكام ، فتجدهم يبالغون في الاعراض و يعتمدون على الاخرين في الحصول على الرعاية ، البعض يفسر هذا الى سلوك نفسي بحت بينما يذكر بعض العلماء فروقات بيلوجية بين كل من الرجل والأنثى من حيث قوة جهاز المناعة واحتمال ان يكون للهرمونات الأنثوية دور في تعزيز الجهاز المناعي لدى النساء ، ومن ناحيه تاريخيه تفسر بعض الدراسات أهميه أن يحصل الرجل على راحة تامه و يختبئ عن الحيوانات المفترسة و يخزن طاقته ليعود الى الصيد و مواجهة الوحوش المفترسة
ختاما ، مهما كانت الآراء حول وجود فروقات من عدمه نتمنى لجميع المرضى الشفاء العاجل ، وأن يمن الله على الجميع بثوب الصحة والعافية.