كتبت – ترياء البنا
طريق البخور.. معبر تجاري دولي بين الشرق والغرب، يبدأ من سواحل اليمن على بحر العرب إلى شمال البحر المتوسط، مرورا باليمن وجنوب الجزيرة العربية والمقصود به طريق تجارة القوافل قديما، والتي كانت محملة بالبخور والتوابل من الشرق إلى دول أوروبا.
وقد اكتسب الطريق أهميته من موقعه المتميز، حيث ينقسم إلى طريقين، أحدهما يتجه إلى نجد ثم العراق وفارس، والآخر يتجه إلى شمال الجزيرة العربية ثم الأردن وفلسطين، ليلتقي مع الطريق القادم من سيناء.
ونظرا لأهمية ذلك الموقع، تم إدراج الطريق في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي عام 2000م، وخلال هذا التقرير تأخذكم الصحوة في رحلة مع أهم مواقع طريق اللبان العمانية.
خور روري، أحد أخوار محمية الأخوار بساحل محافظة ظفار، يقع على بعد 37 كلم من صلالة، وشاطئ خور روري منطقة ذات جمال طبيعي، كما أن الطيور المهاجرة مثل الفلامنجو والنورس تزور هذه البحيرات كثيراً.
يقع الخور على الشريط الساحلي بين ولايتي طاقة ومرباط، وقد أكدت الدراسات الأثرية أن الموقع يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وقد كشفت الحفريات الأثرية عن وجود مستوطنة كبيرة على النمط العربي الجنوبي بفنها المعماري المميز، بينما تشير نقوش الكتابات العربية والعملات المعدنية إلى تسمية الموقع بسمهرم وتعود إلى القرن الأول الميلادي، فيما أشارت النصوص اليونانية القديمة إلى أن ميناء خور روري هو ميناء موشكا.
وقد ساهمت أشجار اللبان في وادي دوكة وآثار الواحات في الشصر وموانئ خور روري والبليد في ازدهار تجارة اللبان في المنطقة لعدة قرون، والتي كانت تعتبر واحدة من أنشط أنواع التجارة في العصور القديمة والوسطى.
وتعتبر الشصر وخور روري ووادي دوكة من المواقع الهامة في طريق اللبان، كذلك موقع البليد وهو أحد المواقع الأثرية ويمكن مشاهدته فقط من الطريق العام.
مدينة البليد
تقع على الشريط الساحلي بين الدهاليز والحافة، بولاية صلالة، والبليد أهم ميناء على بحر العرب قديما، ويعود تاريخ مدينة البليد إلى أكثر من 2000 عام قبل الميلاد، كما أن بعض الأبحاث الأثرية تؤكد أن ازدهار المدينة يرجع إلى العصر الحديدي، كما نشطت المدينة في العصور الإسلامية ووصفها كل من الرحالة ماركو بولو وابن بطوطة، على أنها أكثر المدن ازدهارا وواحدة من أكبر الموانئ الرئيسية على المحيط الهندي، ما جعلها مركزا تجاريا مزدهرا لتصدير اللبان إلى الصين وروما، وقد تم اكتشاف موقع المدينة للمرة الأولى من قبل بترام توماس عام 1930م.
كما يوجد بها حصن البليد، الذي يرتفع 13 متراً، مع ثلاثة أبراج دائرية على الزوايا، إضافة إلى عدة أبراج أخرى نصف دائرية، وتمثل المنطقة المنخفضة في منتصف الحصن بقايا الفناء الكبير، وهو فناء ذو سطح مفتوح محاط بغرف من كل الجوانب، ويعتقد أن حصن البليد يتألف من أكثر من أربعة طوابق، وكان يستخدم مسكناً للسلطان ومركزاً للحكم أيضاً، وقد أظهرت الحفريات عامي 2002 و2003م عدة غرف متتالية، إضافة إلى بوابة صغيرة.
شصر/ وبار
يقع في نيابة شصر الطرف الجنوبي من صحراء الربع الخالي ويبعد عن مدينة صلالة 170 كلم ناحية الشمال، وقد أشارت الدلائل إلى أن الموقع كان مأهولاً بالسكان منذ العصر الحجري.
وادي دوكة
والذي يقع بمنطقة نجد على المنحدرات الشمالية للمحافظة ويبعد حوالي 25 كلم إلى الشمال من صلالة، ويعتبر وادي دوكة نموذجاً للمناطق التي تنمو فيها شجرة اللبان.