الصحوة – رونق بنت سالم السعيدية
في محافظة شمال الباطنة وبالتحديد في ولاية الخابورة تقع بلدة الخبت على ضفاف وادي الصرّمي، بلدة تطوقها جبال الحجر الغربي، تشتهر بالزراعة، ولها تاريخ يفتخر به، يوجد بها حارتين للسكن، وحارتين مهجورتين.
تعطي جبالها منظراً بهياً باختلاف ألونها وأشكالها، وأشهر جبالها جبل “حِلِف”، وتنبع من جبالها عدة عيون، وتتعدد الكهوف والمغارات في البلدة ، فمنها “كهف حصن العَبِس”، وهو أكبر الكهوف في البلدة ويقع تحت الحصن، وكان يستخدم في الماضي للسكن، وهناك كهوف “خِدْمَة جَهِل”، التي لا يعرف سبب تسميتها بهذا الاسم، أو إلى أي عصر تعود، وهي منتشرة في أكثر من مكان، بالإضافة إلى الكهوف والمغارات الصغيرة التي خلفتها التعرية المائية والريحية، وتتزين البلدة بالأشكال الناتجة عن التعرية، فظهرت أقواس على ضفاف الوادي، ومائدة كبيرة تسمى بــ ” الكَنْتُورة”.
تندرج من الجبال إلى الوادي مدرجات زراعية، تكتسي باللون الأخضر في فصول الخصب، وتنمو في البلدة أشجار النخيل من عدة أصناف أهمها الفرض، والخنيزي، والقش، والخصاب، وغيرها، وأشجار المانجو (الإمبا)، والليمون، والعنب، والتين، والجوافة، والبابايا، والكرز الهندي (الزام)، وأعلاف الحيوانات، والطماطم، والبصل، والثوم، والجزر، والبطاطا الحلوة، والموز، والرمان، والبطيخ الأصفر، والحنا، والفجل، والخس، والقمح، أما بالنسبة لنباتات البرية فتنمو فيها عدة أنواع من النباتات، أهمها: شجر الغاف، والسمر، والسدر، والشوع، والظفرة، والعِسِبُق، والحرمل، والتين البري (اللثب)، والقضب، والسيداف، والضجع، والسرح، والحلف، والجعدة.
تحتوي البلدة على فلجين غيليين، أكبرهما يعرف بفلج الخبت ويصل طوله إلى 4,5كم، بني بمحاذاة الجبال، ويمر أسفل إحدى حاراتها، وبجانب حارة أخرى، أما الفلج الآخر فيسمى بفلج “الحِيُوط” ويحتوي على بناء هندسي يعرف بـ “غراق فلاح”.
للبلدة مكانة تاريخية، فلقد كانت موردا غنيا للمساكين، وبها حصن يسمى بـ ” حصن العبس”، الذي بناه الشيخ محمد بن عامر السعيدي، لغرض السكن والدفاع، وبه مدخل واحد، وبرج واحد، وعدة غرف، ويحميه برج آخر يسمى بـ “برج البومة”، ويقع أعلى جبل أمام الحصن، وهناك برج آخر يسمى بـ “برج المصيرة”، ويقع أمام إحدى حارات البلدة، بني لغرض حماية أم فلج الخبت، ومن الأضرحة الموجودة قبر يسمى بـ ” القبر الصيني”، وهذا أيضا لا يعرف سبب تسميته بهذا الاسم.
بلدة الخبت جميلة في هدوءها الريفي، وصوت خرير الماء في واديها، وتناسق جبالها مع مدرجاتها، ورائحة ثمارها اليانعة، وعطر ما خلده التاريخ من تراث مادي، لله درك من بلدة!