الصحوة – د.حمد بن ناصر السناوي
في الأسبوع الماضي لفت انتباهي كتاب بعنوان ” محاط بالسيكوباتيين ” للكاتب توماس اريكسون و للأسف ظهرت النسخه العربيه بعنوان “محاط بالمرضى النفسيين ” والذي اعتبره مضلل و مشوه لحقيقة المرض النفسي لان السمات التي أوردها الكاتب لأ تمثل جميع المرضى النفسيين بل تنحصر في فئة محدده.
السيكوباتيين جمع لكلمة سيكوباتي و هو الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، فالشخص السيكوباتي يفتقر الى التعاطف وتبادل الحب مع الاخرين ، فهوانتهازي لا يتردد في استغلال من حوله و ممارسة الغش والكذب ومعاداة الآخرين والتلاعب بهم للحصول على ما يريد.
تشير الدراسات النفسيه أن السيكوباتي عادة ما يتمتع بقدر عال من الذكاء و قد يصل الى منصب مرموق في عمله ربما على حساب الاخرين الذي يعتبرهم مجرد أداة لتحقيق أهدافه ، فهو مستعد لعمل أي شئ للحصول على ما يريد دون مراعة للقيم والاخلاقيات الاجتماعية.
لا يقتصر تأثير الشخصية السيكوباتيه على العمل بل يشمل أيضا العلاقات الانسانيه ، فالزوج او الزوجه السيكوباتيه يمكنه ان يحول حياة الطرف الاخرالى جحيم بسبب التلاعب والاستغلال النفسي واصطناع المشاكل و الصمت الاختياري وعدم التفاعل مع الطرف الاخر وتحميله مسؤلية فشل العلاقة الزوجيه، كما يمارس العدوانيه واستغلال نقاط ضعف الطرف الاخر وقد يهمل الأطفال اويعرضهم للعنف الاسري.
تظهر الأبحاث أن السيكوباتيين عادة ما يتفوقون في المهن التي تكافى التنافس الغير شريف بين الموظفين ، فهم مستعدون لعمل أي شى لبلوغ المناصب القيادية أو تحقيق أعلى الأرباح للمؤسسة التي يعملون بها
يشير الكاتب ان حوالي ٢٪ من الأشخاص يتسمون بالسايكوباتيه و يتلاعبون بالأشخاص من حولهم مستخدمين الحيل النفسيه التأليه:
تقديم الاهتمام والتشجيع للفرد ثم التوقف عن ذلك فجأة دون سابق إنذار، هذا التوقف يجعل الضحية مستعد للقيام باي شي للحصول على نفس الاهتمام ، هذا الأسلوب عادة ما ينجح عندما تعاني الضحية من قلة الثقة بالنفس فيحتاجون للاهتمام والتقدير من الاخرين.
“قصف الحب” ويشمل أن يقنع الشخص السيكوباتي ضحيته بأنه يحبها وأنها أهم شخص بالنسبة له ويغمرها بالاهتمام الزائد وفجأة يتوقف عن الاتصال و يبتعد وربما يرتبط بشخص آخر.
التعزيز السلبي و ذلك بان يقوم الشخص السيكوباتي بالتوقف عن سلوك سلبي فقط ليحصل ما يريده، مثلا تقول الزوجة بالمشاجرة مع الزوج عندما يود الخروج في رحلة مع أصحابه و تتوقف عن الشجار عندما يعتذر الزوج لاصحابه ويبقى في المنزل
“سحابة الدخان الكثيف” وذلك عندما يقوم السيكوباتي باستفزازك وعندما تغضب يوجه التركيز على رد فعلك بدلا من المشكلة التي إختلقها هو ويقوم بإنتقادك والتقليل من قدرك وكأنه يخلق سحابة دخان للتضليل والتهرب من تحمل عواقب أفعاله.
“التركيز على المشاعر” وذلك حين يقوم السيكوباتي بالضغط على الضحية وإستخدام نقاط الضعف لديه، كأن يقوم الزوج بالتعليق على وزن الزوجة أو تذكيرها بالخلاف الذي حدث بينا وبين شقيقتها
“المثلث الدرامي” وذلك بان يقوم المدير السيكوباتي مثلا بتشجيعك والثناء عليك ثم فجأة يتوقف عن ذلك و يظهر إهتمامك بموظف أخرى يقوم بتشجيعه وأعطائه المهام التي تقوم أنت بها و عندما تحتج يتهمك بأنك حقود وغيور من زملائك.
التلاعب بالعقول كأن يقوم بالزوج مثلا بتشكيك الزوجة في قدراتها العقلية فيقوم بتحريك الأثاث في المنزل وعندما تسأله الزوجه ينكر فعل ذلك و يتهمها بانها تتوهم الأشياء، هذا السلوك يهدف الى جعل الضحيه في حالة شك في قدراتها العقلية مما قد يدفعها للجنون.
بقي ان نقول بان أفضل طريقة للتعامل مع الشخص السيكوباتي تكمن بعدم التسرع في منح الثقة الكاملة بالأخرين والانتباه الى طرق التلاعب التي ذكرتها أعلاه والخروج من تلك العلاقة بأسرع فرصة قبل أن تتورط أكثر بمثل تلك العلاقات المدمرة .