العمانية – يؤكد عددٌ من الباحثين والمختصين في المجال التربوي والاجتماعي على أهمية تربية الأبناء بقيم المُجتمع العُماني الأصيل بعيدًا عن تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما أكّد عليه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/ خلال لقائه شيوخ ولايات محافظتي الداخلية والوسطى بحصن الشموخ العامر بولاية منح.
وفي هذا السياق قال الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي المدير العام للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية لوكالة الأنباء العُمانية: “إن الكلمات الأبوية السامية التي وجهها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/، ترقى بعُمان حاضرًا ومستقبلًا وهي لفتة كريمة من جلالته – أعزه الله- بشأن أعظم ثروة تملكها عُمان، وإنهم أجيالها المتعاقبون على عمارتها وحمايتها ورعايتها”.
وأكّد أنّ الأسرة هي المحور الأساس الذي تنبع منه الفضائل وينضح بالمكارم ويفيض بالقيم السامية والأخلاق الفاضلة، ذلك لأنها بُنية المجتمع، وقطب عجلة الحياة التي أجمع العقلاء والحكماء والفلاسفة والمربون على دورها الحضاري في الرقي بالإنسان أخلاقيًا وروحيًا وفكريًا وجسديًا، إذ لا وجود للجنس البشري بغير الأسر المبنية على فطرة الله التي فطر الناس عليها، ولا تتوالى الأجيال في المجتمعات الإنسانية بغير الأسرة.
وأضاف: إن التوجيه السامي من جلالة السُّلطان المعظم /حفظه الله/ يُلامس مطلبًا مُلحًا من ضروريات الحياة الآمنة ويلفت أنظار الجميع من الأفراد – ذكورًا وإناثًا – أو من المؤسسات العامة والخاصة لتؤدي أدوارها ومهامها ومسؤولياتها بوعي وعلم ومعرفة، وأن تتحمل رسالتها بصدق وأمانة وإخلاص، وألا تتوانى في رفع راية التربية السليمة للأجيال وفق المنهج التربوي السليم الذي استقرت عليه الأسرة العُمانية من المبادئ الدينية والقيمية والأخلاقية أو من الأعراف والعادات.
وتابع قائلًا: “إدراكًا من جلالته /أعزه الله/ لمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة على تربية الأبناء، لأنها مصدر غير آمن لهم وتحمل في مضامينها أفكارًا دخيلة على ثقافتنا، وسلوكياتٍ لا تتلاءم مع مبادئنا، وتنطوي على عادات لا تليق بهويتنا، وتُدس عبرها مفاهيم مغلوطة لا تتفق مع توجهاتنا، وسبب ذلك كله أنها استغلت في غير ما ابتكرت لأجله، ووجهت سلبًا على الإنسانية، مؤكدًا على دور الأسرة والمجتمع في رعاية الأبناء وتربيتهم “.
ورأى الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي المدير العام للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أنّ وسائل التواصل الاجتماعي أضرت في جوانب متعددة من الحياة، فكان لزامًا على الجميع أن يقف بحزم ووعي وعلم تجاه كل دخيل عبر هذه التقنيات، إن كان يُفارق مبدأ الارتقاء بالإنسان في هذا البلد الطيب الأمين، مؤكّدًا أنّ الهدف مقرر ومحدد بالتربية الصالحة للأبناء والبنات لأن بناء الأوطان يعتمد على بنائهم بناءً مُتكاملًا وصالحًا.
من جهتها قالت الدكتورة أحلام بنت حمود الجهورية باحثة وكاتبة في التاريخ، عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية العُمانية لوكالة الأنباء العُمانية: “تُمثّل القيم الأخلاقيّة الأساس المتين لبنية المجتمع العُماني، لما لها من تأثير قوي على تنظيم العلاقات الاجتماعية، وهي قيم أسست لبناء الأُسرة ومؤسسات المجتمع المختلفة وقد خضعت هذه القيم لضوابط أخلاقية صارمة مستمدّة من القرآن والسنّة والتّقاليد المتوارثة؛ فالعلم والأخلاق يأتيان في مقدمة الملامح الأساسية التي ضمنت للمجتمع تكامله وتماسكه”.
وأضافت: يؤكّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق /حفظه الله/ على هذه القيم الأصيلة للمجتمع العُماني، وعلى أهمية إيلاء الأبناء التربية الصالحة للمحافظة عليها من خلال تعميق الوعي لهذا الجيل بقيم مجتمعه ووطنه، وتربية الأبناء على التواصل الإيجابي مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بمختلف أنواعها وقوالبها بما يخدم المجتمعات ويعلي من شأن الأوطان.
وذكرت أنّ حديث جلالته /أعزه الله/ عندما قال في رسالة ينبغي أن تعيها الأسرة ومؤسسات المجتمع كل في مجاله: “علينا أن نحافظ على إرثنا وترابطنا الأسري، وتربية أبنائنا وبناتنا التربية الصالحة”.. فجلالته يؤكّد على الأسرة وعلى الترابط الأسري كلبنة أساسية للمجتمع، وكقوة وطاقة لنهضة الوطن.