الصحوة – بلقيس الهنداسية
نشر أحد رواد برامج التواصل الاجتماعي اليوم مقطع فيديو لفتاة مُرهقة نائمة على كشك لبيع العصائر وبعض المواد الغذائية تحت حرارة الشمس الحارقة بقارعة الطريق ، وأوضح صاحب المقطع أن الفتاة قام بتصويرها أمام جامع الفاروق بولاية جعلان بني بو حسن ، وتبيّن من ردود بعض رواد برامج التواصل الاجتماعي أن هذه الطفلة هي من أحد الجنسيات العربية المُقيمة في سلطنة عمان، وتم تداول المقطع المصوّر في منصات التواصل الاجتماعي ولاقى تفاعلاً كبيراً وتباين في وجهات النظر في وسم يحمل اسم “#التنمية_الاجتماعية” ، حيث طالب رواد برامج التواصل الاجتماعي عبر هذا الوسم من الجهات المعنية وعلى رأسهم وزارة التنمية الاجتماعية أن تصدر بياناً حول ذلك والوقوف حول حيثيات الموضوع.
صحيفة الصحوة العمانية تابعت عن كثب أهم ما تم تداوله في هذا الموضوع ورصدت لكم جملة من التغريدات التي وردت بشأنه.
بداية الأمر أبدى سالم عمر الهاشمي تعاطفه مع المقطع المتداول قائلاً : “هذه الصورة المنتشرة اليوم في وسائل التواصل ، أريد أن يوصلني أحد لأهلها ، أريد أن أعرف ماذا تبيع ؟، ومستعد شخصيا أن استأجر وأوفر لها محل دون مقابل سنة سنتين حتى تتمكن.. عليكم بدعمها وشراء منتجاتها .. وعسى بعد ذلك أن نتوفق و نرى آخرين يبادروا .. هذه الصور تتعب القلب ”
واتفق معه كثير من المغردين شاكرين له مبادرته الطيبة بينما اختلف معه الكثير أيضاً كون هذه القضية لاتقتصر على شخص معين فهناك الكثير من الأطفال شهدت عليهم أرصفة الطرقات يفترشونها من أجل سدّ حاجتهم، حيث قال له قيس الجديدي:” مع احترامي الشديد لموفقك النبيل لكن أنت لست المسؤول عن الحال التي وصلت إليه هذه البريئة بحيث أنها تنام في الشارع، هنالك مسؤولين في جهات مختصة محاسبون أمام الله سبحانه و تعالى”.
وقال محمد السنيدي أيضاً “كم من طفل وطفلة؟ لم تراهم الكاميرا. الحل ليس فقط لمناشدة أهل هذه الطفلة؛ بل بمنظومة حقوق تحمي الطفل وعائلته بتوفير لهم حياة كريمة وراتب يكفيهم وليس راتب ” قطرة من سيل” بمسمى أنه لديهم راتب، الحياة الكريمة تتوفر في مسكن وملبس وعمل ومصروف يؤمن لهم الحياة”
وبمبادرة جميلة من سعيد المرجبي ذكر في تغريدة له :” بسم الله الرحمن الرحيم ،، اتعهد انا : سعيد بن احمد المرجبي ، ان امنح ٣ محلات ل٣ أمهات ان يتاجروا فيها لمدة ٣ سنوات بدون دفع إيجار / شرط أن يعملن فيها و يكونن عمانيات ، يتحملوا مصاريف لوحة الاسم و أي مبالغ تطلبها البلدية … في المعبيلة ولاية السيب / واتساب ٩١٣٩١٤١٣”
وأعرب محمد بن علي رأيه حول هذا الموضوع قائلاً :” صورة الطفلة المتداولة لهذا اليوم ليست الأولى ولا أظن أنها الأخيرة .الفرق الخيرية والتطوعية تقوم بدورها مشكورة ، إلا أننا يجب أن نقف على أساس الفعل وأسبابه ، ويجب أيضا على وزارة التنمية الاجتماعية أن تعيد النظر في شروط استحقاق المساعدات الاجتماعية للأسر”.
وأضاف علوي المشهور بعض الاقتراحات التي من الممكن أن تقلل من حجم هذه المعاناة بقوله :” هي ليست حالة وإنما ظاهرة، والحل في:
١-زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود ، ٢-وضع ضرائب على أصحاب الثروة والدخل المرتفع والأراضي البيضاء لإعادة توزيع الثروة بشكل عادل في المجتمع. ٣-توفير أماكن [مناسبة] للأسر المحتاجة لتأسيس مشاريع خاصة ٤-توسيع شريحة المستفيدين من الحماية الاجتماعية لتشمل فئات أكثر من المجتمع. ٥-زيادة المقاعد الدراسية لفئات الضمان الاجتماعي والدخل المحدود في التعليم العالي، ٦-توفير قروض ميسرة للأسر المنتجة لتأسيس مشاريع إنتاجية تنقلهم من الحاجة وطلب العون إلى الاكتفاء. ٧- منحهم أولوية التوظيف. ”
هذا وقد أصدرت وزارة التنمية الاجتماعية قبل قليل بياناً توضيحياً حول المقطع المتداول حيث بيّنت أن الوزارة تابعت المقطع المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي للطفلة التي أزهقت فنامت وهي تبيع على قارعة الطريق في إحدى المحافظات ، وتوضح الوزارة بأن مندوب حماية الطفل بالولاية التي تبيع بها الطفلة قام بزيارة الموقع والتقى بوالدها وهو من جنسية عربية ، وقد تم اتخاذ الإجراء اللازم حول ذلك. وأكدت الوزارة على أن قانون الطفل في المادة ( ٤٥ ) من الفصل السابع قد نص على ” حظر تشغيل أي طفل في الأعمال والصناعات التي يرجح أن تؤدي بطبيعتها أو بفعل الظروف التي تزاول فيها إلى الإضرار بصحته ، أو سلامته ، أو سلوكه الأخلاقي . ”
حينها تفاعل بعض المغردين مع البيان التوضيحي راغبين بمعرفة الإجراء اللازم التي اتخذته الوزارة حيال هذه الحالة، والحل الذي من شأنه قد يوفّر الحياة الكريمة لهذه الطفلة وذويها؛ كون هذه الطفلة طالبة في المدرسة ومن المنصف الآن أن تفترش كتبها الدراسية، وتحل واجباتها المدرسية، وتشرع ببناء مستقبلها، بديلا عن افتراش الطرقات والبيع؛ بسبب تعسّر الوضع المادي .