الصحوة – عواطف السعدية
تعتبر الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أفضل عشر ليال للعبادة، والتقرب من الله بالاكثار من العمل الصالح، و الطاعات ،وقد خصها الله تعالى بفضائل، وخصائص عظيمة تميزها عن سائر الأيام .
كان النبي عليه صلوات الله وسلامه يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد باقي أيام الشهر الكريم ويواضب أن لا يضيع دقيقة واحدة من سويعاتهِ، وأيامه قد كان عندما تدخل العشر الأواخر يوقظ أهلهُ، ويشد مأزره ، ويعتكف بالمسجد يناجي، ويدعو ربه يتهجد ويحافظ على النوافل، وصلاة قيام الليل ولا ننسى أن هذه الليالي المباركة
أن جعل فيها ليلة القدر، وجعل الله لها من الثواب ما يعدل أكثر من ثواب ألف شهر، كذلك قال تعالى في سورة القدر (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر )
ومن فضل ليلة القدر بالعشر الأواخر أنها تأتي في أحد الليالي الوترية
فالبدار البدار ختامها مسك لا تفتروا،واجتهدوا ، واكثروا من قول (اللهم إنك عفو كريم تُحب العفو فاعف عنا)
كم نحن بحاجة إلى استشعار كل عبادة وطاعة، وكل زمن فاضل نحن فيه، فمن استشعر أن الجنان فتحت في رمضان، والنيران غلقت، والرحمات، والخيرات تتنزل، والكتبة يكتبون ويقيدون، والحسنات في رمضان مضاعفات، وفي مكة خاصة تضاعف كذلك، والذنب في رمضان وفي مكة يعظم، فمن استشعر ذلك ازداد قربًا وإيمانًا، ويقينًا بما عند مولاه، وزاد خوفه ،وتقواه ،وخشيته ،ورجاؤه من ربه عز وجل، ومن غاب عن ذهنه ذلك، فحياته في رمضان كما هي لن تتغير كثيرًا.
ومن السنن المكتوبة الاعتكاف بالمساجد من دخول العشر إلى أخر ليلة ،ومن لا يستطيع يعتكف ليلة واحدة ليلة واحدة ،ويتضرع إلى الله بالقبول ،وزيادة الأجور ، ففيها أجورا عظيمة ، خلوة مع النفس لتطيهرها من أدران الحياة ومتاعبها، ترك ملذات الدنيا ، والتقرب من الله تعالى فهو قريب سميع مجيب الدعاء ، ولن يخيب لك رجاء ، بالهمة والاجتهاد والاصرار على تحقيق أمنية واحدة بالعام لن تعود إلى بعد عام ، ونسأل الله العمر ودوام الصحة، والعافية بقبول أعمالنا، وطاعاتنا ، وصدقاتنا وأن يغفر لنا سيئات عام مضى ، ويكتب لنا حسنات عام قادم ، ومهما بذلت أخي المسلم /أختي المسلمة تشعر بالتقصير في العبادة، ويصيبك بعض الفتور والكسل ، بالرغم أنك ميتقن، وعالم بأن الله معك حسيب ورقيب على أعمالك، واجتهادك بكثرة الدعاء، والعمل الصالح
قال الله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم والمؤمنون)
قرب الرحيل ومّر شهر رمضان سريعاً ولم يبقى إلا القليل منه .. فاللهم اجعل مابقى حامل لنا الخير فوق مانرجو .. واشرح صدورنا ويسر أمورنا وارحم موتانا واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم ارفع عنا هذه الغمة وارحمنا برحمتك .. ربي اغفر لنا تقصيرنا على ما مضى واعنا على ما تبقى منه ، وبلغنا ليلة القدر ..
مازال فى رمضان ﺑﻘﻴﺔ .
” ﻟﺮكعة ، ﻟﺪﻋﻮة ، لصدقة “تلاوة ،،
ﻗﺪ تغير مجرى حياتك كلها ..فاغتنمها
” آللهُمّ إنك عَفوٌ تُحِبُ آلعَفو فاعفُ عنآ ”
ربما من أصعب الأمور في شهر رمضان أن يقضي الإنسان وقته بالنوم ساعات طويلة، ويذهب عنه أجر كل دقيقة في غير طاعة، وذكر وتسبيح ، ويفوت اليوم كباقي الأيام لذلك ، تنظيم وقت النوم له أهمية كبيرة ومنافع أكبر وخاصة بهذه الليالي العظيمة المباركة ، التي إن مرت لن تعود ، السهر الليلي إلى ساعات الفجر الأولى ربما البعض منا يغتنمها في كثرة الدعاء والصلاة وقراءة القرآن ، والبعض الأخر يقضيها بالملهيات التي تبعده عن أداء العبادة كمشاهدة الأعمال على شاشات التلفاز ،او السهرات خارج المنزل بقصد التسلية وتمضية الوقت سريعا حتى يرجع للنوم دون عمل أو طاعة تقربه من الله تعالى ..
أتى رمضان ويرحل هنيئاً لمن اغتنم لياليه وساعاته واقبل على ربه بقلب صافي ونية صادقة ، نسأل الله منا ومنكم قبول الأعمال والطاعات وأن يوفقنا لخيرها ويغفر لنا ما سبق ويسعدنا بما هو آت إنه سميع مجيب الدعوات …
اللهــم صــــل وسلــــم
علـــى نبينـــا محمــــدﷺ