الصحوة – عواطف السعدية
نستقبل بعد أيام قليلة عيد الفطر المبارك ، وبعد قضاء شهر الصيام والعبادة ، ونحن نستشعر كم كانت ليالي، وروحانيات الشهر الكريم بها من الأثر الإنساني العميق الذي يتغلغل بداخل النفس ، ويتجول بين سويعاته العظيمة ، ونتدارك مافات منها ولم نعمل أو ننجز عملا يرتاح به القلب والوجدان ، السباق الحقيقي استغلال كل دقيقة تمر علينا تفقد محتاج ومساعدة فقير ،ورسم البسمة على شفاه مريض ، وصدقة يسيره ترفع به درجات، وأعمال تنفع بها ميت ينتظر الدعاء من بعد الرحيل ، أحداث كثيرة تخطر علينا..
يُقبل العيد؛ ليرسم الفرحة على الوجوه ، وينفض غبار الهم والحزن ،و فرحة الصغير، والكبير، ولا ننسى فقدان الأحبة ، ودعواتنا لهم بواسع الرحمة، والمغفرة..
يأتي العيد بالبشارات السعيدة، والأمل المتقد، والتفاؤل بأن يزول عنا كل كرب وهم وحزن لنعود لأدراجنا ونعمل بكل إخلاص، وتفاني، وروح عالية ، من كان يظن أن العيد لا أهمية له فهذا من الجهل الذي لايصدقه عاقل أجمل ما نكون أن ننشر فرحة العيد دون تجاهل أي لحظة نحن نحتاج لها قضينا شهر رمضان بين صلاة، وقيام، ودعاء و استغفار! وصدقة هذه كلها باقية، ولو انقضى لا تنتهي، فالعبادة ليست شهرا واحدا، والعطاء أيضا إنما كل دقيقة تمر من أعمارنا محسوبة إن لم تستغل استغلالا الصحيح ليبقى عطائنا شاهدا لنا نزرع كل هذه الخصال بقلوب من حولنا افعل الخير! وأنت تنتظر ثواب عملك لامدحا، وثناءً بل أجراً عظيماً يُكتب لك في صحيفتك، ويوزن لك بملايين الحسنات التي ترفع درجتك مع الله.
طهارة البدن تكتمل بالإنفاق ومد يد العون، والسخاء ، وما أحوجنا أن نتفقد من حولنا !! هل وجدوا كسوة العيد لأبنائهم ، وتيسرت أحوالهم ، كم هم بحاجة إلى الفرح بيوم العيد، ورسم الابتسامة على وجوه أطفالهم، حتى تكتمل فرحتهم بقدوم العيد ، من اليوم بحاجة إلى المساعدة؟ سؤال يتبادر بأذهاننا، ونظن أنه لا يوجد أحد ، وبالأساس هم كُثر لكن متعففون عن السؤال ؛ يشعرون بأن البشر يعانون مثلهم، وتبقى اليد السخية تجود، وتنفق، ولا تعلم يمينك ما أنفقت؛ لأن الله سبحانه وتعالى عالم بالخفيات وماتخفى الصدور .
الصدقة أفضالها كثيرة فهي بركة بالرزق، والولد ، والأهل (ما نقص مال من صدقة )
الحمد لله على تمام العبادة وصلاح الحال في الصحة، وأن بلغنا القبول جعلنا وإياكم ممن غُفر ذنبه، وصلُح عمله ، وعُتق من النار ..
كل عام وأنتم إلى الله أقرب وأتقى وأنقى وأجمل
كل عام وأعيادنا لا تنتهي بوصالكم، وقربكم ..
كل عام، وأنتم الفائزون بأعمال قُبلت وذنوب غُفرت ،غفر لنا ولكم بالتمام والقبول وجعلنا ممن قال فيهم ( ادخلوها بسلام آمنين) هناك فقط تكون السعادة الحقيقة بعيدا عن ترف الدنيا، وملذاتها هناك المستقر الأخير، فلنعمل لها، ونجتهد.
أجمل التهاني والتبريكات بحلول عيد الفطر السعيد كل عام وأنتم ترفلون بثوب الصحة والعافية أعاده الله أعواما عديدة وأزمنة مديدة …
حفظ الله عمان وقائدها وأهلها من كل سوء و مكروه.
كل عام والجميع بخير وسلام وأمان وصحة واطمئنان.