الصحوة – المهندس أحمد بن إبراهيم النقبي
ما وصل إليه حال البعض من الشذوذ الفكري وهم في أعلى مراتب الشهادات العلمية والأكاديمية جدير بنا أن نلتفت له ونستخلص منه الدروس والعبر، ومدعاة للالتفات إلى مناهجنا التربوية والتعليمية، والتي يبدو بأن تأثيرها على تعزيز القيم والأخلاق بل والمعتقد الديني وترسيخ المنهج الرباني أضحى غائباً ومحدوداً إن لم يكن سلبياً تدميرياً.
فهل من وقفة للقائمين على التربية والتعليم، وكذلك الإعلام والثقافة وعلماءنا الأجلاء وأئمة المساجد كلاً وفق دوره لتدارك الوضع ووقف هذا الإنحدار في التفكير، والذي وصل بالبعض إلى إلغاء الثوابت العقائدية وكانهم لا ينتمون لأمة الإسلام ليس بالضرورة عن كفر والحاد ولكن نتيجة للجهل والتخبط والانفتاح على أفكار شيطانية يروجها البعض فتلامس هشاشة المناعة المعرفية لديهم، وضعف الإيمان ناهيك عن تلبيس الابالسة عليهم بمطالبتهم بإعمال الفكر بدعوى الحرية ونبذ إتباع السلف الصالح وهي دعوة حق يراد بها باطل، فضحالة معارفهم وافتقادهم لأدوات هذا الفكر خاصة بما يخص العلوم الشرعية ومنهجية التفكر في ما جاء به القرآن وما ثبت في السنة تجعلهم يتخبطون في غياهب الجهالة. وهذا بدوره يجذب لهم الكثير من المؤيدين فجهالة الباطن متلبسة بمعرفة الظاهر تؤثر على من لم يجد الغرس السليم أثناء نشاته ولم يجد القدوة الحسنة في حياته الخاصة فاصبحوا صيد سهل وثمين لمثل تلك الطغمة المتثيقفة التي ليس بالضرورة وصمها بالكفر ولكن كما أسلفت جاهلة مغرر بها إلى حد الضلال والله المستعان.
نرجو من الله لنا ولهم الهداية ولزوم جادة الحق والصواب، والمسؤولية الكبرى تقع على من حُمِّل وحَمَل أمانة إرشاد وتهذيب وتربية الاجيال وإنها لأمانة عظيمة تتطلب إدراكاً عميقاً لها إن كانوا يعلمون!
فشرع الله (جلَّ في علاه) المنزّل، وسنّة نبيه (صلوات ربي وسلامه عليه) الثابتة بإجماع الأمة ليست وجهات نظر وأفكار شخصية نخضعها لآراء وأطروحات من يفتقدون العلم الصحيح والمعرفة بالأصول التي يبنى عليها الفقه ومعاني وشروط الإتباع والتقليد!