الصحوة – منال الشكيلية
تمتد العلاقات التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقتين، وتزداد نماءً وارتقاءً منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّبَ الله ثراه –
حتى الآن على النهج الذي سار عليه السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – فيما يحقق رصانة العلاقة وعمقها بين البلدين. حيث تربط البلدين علاقات متنوعة عميقة قائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار، فقد حرصت القيادة الحكيمة في البلدين على تعميق العلاقات بينهما في كافة المجالات، والحرص المستمر في التقدم والازدهار فيما يعود بالنفع على البلدين.
و تربط البلدين علاقات اجتماعية وثقافية و سياسية واقتصادية متنوعة، تجمع ما بينها روابط تاريخية وجغرافية، يميزها التقارب والتداخل الجغرافي القائم على حسن الجوار والصلات الاجتماعية و روابط الأصل والدم والنسب واللغة والدين. كما تدعمها روابط التاريخ والانتماء الإسلامي والعربي والخليجي المشترك، التي تؤصل فيهم أواصر المحبة والتعاون والألفة المتجذرة بين الشعبين منذ آلاف السنين.
وأهم ما يؤكد ذلك، مقولة الشيخ زايد آل نهيان – طيب الله ثراه – بعد اتفاقية الحدود بين دولة الإمارات وسلطنة عمان في مطلع مايو 1999، ” إن دولة الإمارات ستواصل العمل على تعزيز التعاون وتنمية المصلحة المشتركة مع السلطنة في الحاضر والمستقبل، وإن هذه الاتفاقية ستضيف لبنة جديدة في الصرح الشامخ للعلاقات الأخوية الوثيقة “.
ومنذ ذلك التاريخ يتجلى دفء العلاقات وعمقها بين البلدين في العديد من المواقف السياسية والشعبية و التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين، الذي سار على نهجها بعد ذلك الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان-طيب الله ثراه – ، على أسس أخوية وركائز صلبة راسخة لتحقيق مساعي وطموحات الشعبين.
وتشير الإحصاءات التجارية ما بين عامي 2020 و 2021 إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين نحو 42,3 مليار درهم عام 2020. فيما بلغت نسبة النمو في حجم التبادل التجاري غير النفطي خلال النصف الأول من عام 2021 نحو 24,1 في المئة مقارنة بالمرحلة نفسها من عام 2020، حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري من 18,98 مليار درهم إلى 23,56 مليار درهم .
علاوةً على ذلك، يتبادل شعبا دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وسلطنة عمان الزيارات ذات الأغراض المتعددة منذ قدم التاريخ حتى هذا اليوم. ما يعزز حركة السياحة الكثيفة بين البلدين، القرب الجغرافي و شبكات الطيران المتميزة والسفر البري السريع واتفاقية الأجواء المفتوحة .
وتحظى الدولتين بتنوع سياحي فريد يلبي جميع تطلعات السياح مثل، السياحة العائلية والترفيه والتسوق والأعمال والمؤتمرات والمعارض والمهرجانات، إضافةً إلى توفير السياحة العلاجية والرياضية والبحرية وسياحة المغامرات.
حيث تشهد حركة السياحة من الإمارات إلى السلطنة نمواً كبيراً عبر الطرق البرية والجوية التي تربط البلدين، كما تنظم العديد من الناقلات الإماراتية رحلات يومية إلى مسقط وغيرها من الأماكن السياحية في السلطنة.
و تأتي دبي في مقدمة الأماكن السياحية التي يقصدها معظم العمانيين، بفضل قربها الجغرافي وما تتمتع به من معالم جذابة مميزة وفريدة وفرص تسوق متميزة، إلى جانب الخيارات المتعددة في التسلية والترفيه والتي تمثل أهم الأسباب وراء اجتذاب دبي للسياح العمانيين. حيث أنَّ الكثير من العوائل العمانية تتواجد في كافة المهرجانات والاحتفالات الكبرى في دبي.
ومن جانب آخر بلغ إجمالي عدد الزوار الإماراتيين القادمين إلى سلطنة عمان عبر المنافذ المختلفة حتى نهاية مارس 2022، 131,585 زائر .
ولدى البلدين الشقيقين رؤى مشتركة فيما يخص قطاع السياحة، حيث أنَّ العمانيين يشاركون بقوة في كافة الفعاليات السياحية في الإمارات العربية المتحدة.