الصحوة – المهندس أحمد بن إبراهيم النقبي
راج الفكر العلماني وتراجع الفكر القويم والمنهج السليم وتم مهاجمة من يدافع عن القيم بدعوى الحريّة والعدالة الكاذبة والمغلوطة، تغرّبت أفكار شبابنا وأُغفل دور التربية وتقلّص تأثيرها وضعفت مناهجها التربوية فانبهر البعض بالحريّة الزائفة التي روّج لها الغرب وتلقفها بعض السذّج المنخدعين من الشرق لأنهم وببساطة لم يفهموا جهلاً أو ربما تغافلاً لأغراض وأهداف دنيوية عن الحريّة الحقيقية التي أمر بها وشرعها الإسلام.
للأسف فُقِدت هذه القيم الإسلامية في كثير من بلاد المسلمين والتي حارب بعض أنظمتها كل ما هو إسلامي واعتدت على كرامة الأفراد وسلبتهم أبسط حقوقهم، فنتج عن ذلك تطرّف مذموم تتجاذبه مختلف القوى والتيارات وأصبح من السهل التغرير به وتسييره من قبل ذوي المصالح أياً كانت تلك المصالح!! قابله انفلات علماني وتغريبي جاهل يُهَمَّش ويستهزأ من الطرف الأول فغابت الوسطية والاعتدال وسادت الفوضى والانفلات وأدت إلى التشاحن والتباغض الذي أفقد الكثير من الأوطان وشعوبها الانسجام والعيش والتعايش بوئام.
فعلي الرغم من تلك المشاهد التي نشاهدها في كل يوم وتنفطر لها القلوب من ممارسات واعتداءات همجية تكاد تكون ممنهجة ضد إخواننا المسلمين في الكثير من البلدان وتخطي الحدود في الاستهزاء جهلاً برسولنا الكريم استفزازا لمشاعر الأمة، نرى البعض ودون أن يشعر لا زال يعتمد لغة المواجهة والتحدي ويدق إسفين الخلاف ولا ينهج نهج الحوار البناء والنقد الهادف العقلاني الذي يخاطب العقول وليس العواطف والذي هو السبيل للنماء والتطوير وبذرة الألفة والمحبة والتعايش بأمن وأمان.
لقد أصبح الكثير منا في حيرة من أمره لا يعلم من المصيب ومن المخطئ؟! زمان انتشرت فيه وسائل الاتصال ونقل الخبر وقلّت فيه المصداقية بتنا نمتلك التقنية ونفتقد الإنسانية. صرنا أحرار في الكلام مصادرين في الأفكار مسيرين في الأفعال نساق للإقرار ولا نملك القرار، بتنا لا نعرف أين نقف ومع من نقف؟!
أين مصباح الحكمة الذي ينير لنا دروب السياسة المظلمة ويوضح لنا تفاصيل المشهد الحقيقي من المشهد السينمائي المفبرك؟ تعبنا من النقاش والجدال والتناحر والشتات فهل هناك من مخرج؟ أضعنا بوصلة الحق فأصبحنا عاجزين عن توجيه مراكبنا، نرى الأخ غريباً والغريب أخاً والصديق عدواً والعدو صديقاً، تاهت منا فراسة المؤمن، أم ترانا فقدنا إيماننا ففقدنا بصيرتنا التي نحكم فيها على الأحداث والأشخاص وأصبحنا عاجزين عن التمييز بين الصدق والكذب وبين الحق والباطل!
رحماك يا رب رد لنا إيماننا وألهمنا سبيل اَلرَّشَاد فقد كثر الهرج والمرج بيننا وتكالب علينا أعداء الحق والدين واستخدموا ضدنا من هم من جلدتنا وحملوا مسمياتنا وهم على ديننا وملتنا فَسَلَّطُوا علينا ألسنتهم وأقلامهم ومارسوا التغريب بأفكارهم.
نسأل الله تعالى أمنه وأمانه وحفظه لعباده المؤمنين ودحر كيد الأعداء والخائنين وإلهامنا طريق الرشد المستقيم.