الصحوة- عزان البادي
شهدت العلاقات العمانية المصرية تطورا ملحوظا منذ قديم الأزل، حتى يومنا هذا، امتداد للثقافات والعلاقات المتبادلة بين البلدين الشقيقين، وزاد الاهتمام والثقة المتبادلة مع تولى المغفور له السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في سلطنة عمان في عام 1970م، حيث سعى إلى توطيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبلغت أوج لحمتها في العهد الزاخر الميمون لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه، وذلك أثناء استقباله اليوم لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
حيث تعود القواسم المشتركة والعلاقات المتبادلة بين البلدين، إلى عام 1972م عندما أصبح الشيخ سعود بن علي الخليلي أول سفير عماني لدى جمهورية مصر العربية الشقيقة، بينما على الجانب الآخر كان سعادة حسن علي سالم أول سفير مصري لدى سلطنة عمان.
كما أن التبادل التجاري والاقتصادي زاد خلال الآونة الأخيرة، ليصل إجمالي الصادرات بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية الشقيقة، إلى145632088 مليون ريال عماني حسب آخر إحصائية في نهاية عام 2021م، يأتي على رأسها المواد الصلبة والحديد، بينما بلغ إجمالي الواردات حوالي 60235948 مليون ريال عماني، أبرزها البرتقال.
وتأتي أهمية البلدين اللوجستية كونهما شريان العالم الممتد واحتواءهم على أهم المواقع الاستراتيجية في حركة السلع والبضائع والتجارة حول العالم، فسلطنة عمان تمتلك مضيق هرمز المطل على مياه الخليج العربي، والمتحكم في حركة التجارة بين دول شرق آسيا والمحيط الهندي إلى دول الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، بينما على الجانب المقابل تشرف جمهورية مصر العربية على قناة السويس المطلة على مياه البحر المتوسط المتحكمة في حركة السلع والبضائع والتجارة من دول شرق آسيا والمحيط الهندي إلى دول شرق أوروبا والأمريكيتان.
وعلى غرار الأهمية اللوجستية لا تقل قيمة الأهمية الثقافية للبلدين نظير احتضناهم لأول دار أوبرا في البلدين، مثمنين الإرث الثقافي والحضاري والموروث الشعبي المرتبط مع ثقافة البلد وقيمه، فها هي دار الأوبرا السلطانية تعد الأولى في منطقة الخليج العربي، وتعد دار الأوبرا الخديوية أول دار أوبرا في القارة الأفريقية، في جمهورية مصر العربية.
الجدير بالذكر، أن أول بعثة لعلماء جامع الأزهر إلى سلطنة عمان كانت في عام1972م، كما أن أول بعثة عمانية إلى الجامع كانت بعد ثلاث سنوات في عام 1975م.