الصحوة – عواطف السعدية
يؤسفنا أن نسمع هذه الأخبار والتي أصبحت حديث الساعة من أشخاص لايراعون الله في خلقهِ، ولا يهتمون للعواقب من هذه الأفعال الدنيئة المُخلة بالآداب، والسلوك في استخدام التقنية لأعمال الشر، والجرائم الشنيعة ، ومما لاشك فيه أننا نُدرك خطورة الأمر وتبعاتهِ ، والنتيجة طفل بريء لاحول له ولا قوة يقع في براثن شخص مختل عقليا، ونفسيا، وهذا الوصف كافي ليكون بهذا الموقف والصورة؛ لأن الإنسان العاقل المتمسك بدينهِ وسنة نبيهِ لا يمكن أن تصدر منه هذه الأفعال السيئة، ربما لأنه يحاول أن يظهر رجولته أو يفرض نفسه على طفل لازال بعمر غير مُدرك الأمر وخطورته.
ونحن اليوم أمام مشكلة خطيرة ووضع أسوأ ، ولابد من إتخاذ طرق بديلة لكف الأذى عن الأبناء الذين مازالوا في عمر الزهور ، وهنا يأتي دور الأسرة الذي هو بالأساس الأهم في توجيه، ومراقبة الأبناء ، والخطأ الذي قد يرتكبه الوالدين في طريقة تربية الابن والابنة ،و ليس من المنطق أن يُعطى هذا الابن جهازا وهو لم يتجاوز عمر ١٧ عاما ، وتركه دون رقابة أو نصيحة أو تحاور، مما يتسبب له في مشاكل لا يمكن أن يتصور خطورتها إلا بعد فوات الأوان، والوقوع في المحظور.
البعض منا يتسائل عن دور الأب والأم والأسرة بشكل عام ، في تفادي وقوع هذه الجرائم في حق الأبناء، وضياع مستقبلهم نتيجة الاهمال المباشر، ولما يقع الفأس بالرأس لا تفيد الحسرة والندم، ولابد من وجود بدائل، ووسائل أخرى لملء فراغ الأبناء وتمضية أوقاتهم فيما ينفعهم ، وإذا ماتطرقنا إلى الوسائل هناك المراكز الصيفية ، والتي تتعدد بها نشاطات وبرامج مثل تعليم القرآن الكريم وحفظهِ ، وأيضا تنمية المواهب من خلال عمل ورش ودورات لصقل الموهبة لدى الأبناء وشغل وقت فراغهم بعيدا عن التقنية الحديثة والمغريات التي يقع فيها الأبناء من خلال دخولهم بالمواقع والتواصل مع أشخاص ليكونوا فريسة أفعال غير مستحبة ووقوع الجريمة بالطرق التي يقوم به هذا الشخص واستدراك الابن واللعب على عقله والتوهم بأن الموضوع سيكون له فيه خير ومصلحة ، والعكس صحيح.
ورسالة أوجهها لأولياء الأمور أبنائكم فلذة أكبادكم أمانة الله سبحانه وتعالى يسئلكم عنها يوم القيامة فلا تفرطوا فيهم بالإهمال راقبوا أفعالهم ، ابحثوا عن ما يجنبهم الوقوع في جرائم هم لايدركوا مدى خطورتها ( كلكم راعِ وكل راعِ مسؤول عن رعيته). بادروا اليوم بتصحيح كل الأخطاء والتقصير في حال الشعور به، واحتضنوا الأبناء ، خصصوا لهم وقتا كافيا ، بالإمكان عمل جدول يومي متعدد بالأنشطة والأعمال التي ممكن القيام بها في البيت ، تعليمهم وتأديبهم ليس مقترن فقط في أيام الدراسة ، بل البداية من البيت ومن محيط الأسرة ، المدرسة للتعليم لا للتربية !! نسأل الله لنا ولكم الصحة والعافية فيما يُحب ويرضى وأن يتقبل منا ومنكم صالحات الأعمال ، وبارك الله أيامكم وأعماركم وأبنائكم وحفظهم بحفظهِ وعين رعايته
دُمتم بخير