الصحوة – عبداللطيف المعمري
يطلُ علينا يوم الشباب العالمي في هذا العام وسط الكثير من التحديات التي يمر بها جيل الشباب الحالي والكثير أيضاً من الفرص المُتاحة والمتوفرة، التي أضحت تشكل تبايناً واضحاً بين الشباب، فنجد أن تحديات التعليم الجيد والعمل اللائق والنمو الاقتصادي اللذان يتقاطعان مع أهداف التنمية المستدامة 2030 هما الهاجس الأكبر للشباب في وقتنا الراهن، ومن الجهة الأخرى هم المُعوّل عليهم للعمل على تحقيق وقيادة أهداف ورؤى أوطانهم وشعوبهم القصيرة والبعيدة المدى، وهذه هي الشعارات التي يتشدق بها الجميع ويتغنى بها في كل المناسبات، ولكن السؤال الأمثل الذي يقودنا إلى الواقع؟ هل نحن صنعنا هذا صنعنا الشبابي؟ هل نحن منحنا الفرص والتمكين لهؤلاء الشباب؟ هل نحن ننظر للشباب كمورد؟ أم ما زلنا نراهم كعبئ اجتماعي وفرد مؤدي لغرضٍ ما؟ هذه الأسئلة تقودنا إلى واقع الشباب الذين يشكلون الآن ما نسبته 16% من سكان الكرة الأرض أي ما يعادل 1.2 مليار انسان تتراوح أعمارهم بين 15و24 سنة، هل نحن بالفعل نعمل من أجلهم؟ هل نحن وفرنا البيئة اللازمة لهم لذلك.
إن الشباب وعلى مرور السنوات الماضية أثبت بأنهم جيلٌ قادر على صناعية التغيير والتحسين، جيلٌ قادر على العطاء بغزارة، وقادر على النمو والتعلّم والقيادة متى ما توفرت له الفرص والتمكين والتجارب حتى وإن كانت على نطاق صغير في البداية فإنه يقتنص هذه الفرصة لكي يُبرز ما يجود به من مهارات ومعارف وقدرات قادر من خلالها على ترك البصمة المميزة.
إننا في يومنا هذا بحاجة ماسة إلى العمل التشاركي والتعاوني لتوفير البيئة المناسبة للشباب والنظر والتعامل إليهم كموارد قادرة على صناعة وقيادة المستقبل، علينا جميعاً كأفراد ومؤسسات ومجتمعات أن نكون لهم المُحفزين والمُوجهين والمُيسرين لهم، و أن ندفع بهذه الفئة للأفضل وأن نمكنهم ونثق فيهم ونفرغ لهم المساحات للعمل والإبداع لأنهم دائماً ما يكونوا على محمل هذه الثقة، ونطبق كل تلك الشعارات والمقولات الرنّانة التي نتغنى بها على أرض الواقع لتكون لنا تجارب ونماذج شبابية نفخر بها في كافة المجالات والأصعدة.
إن ما نمر به الآن من تحديات عالمية في مختلف القطاعات والمجالات وخصوصاً الاقتصادي والمعيشي منها والتعليمي وغيرها من التحديات العالمية المشتركة حان للشباب أن يكون لهم دور وفرصة للعمل مع كافة العناصر المجتمعية عليها لأنهم هم عنصر البناء المجتمعي وعلينا أن نعمل عليهم في سن مُبكرة وأن نستثمر فيهم وفي مهاراتهم وتطوير قدراتهم ونعزز من تجاربهم لكي يكونوا على قدر المسؤولية والقيمة والانتاجية التي نطمح أن يصلوا إليها، وعلى الشباب من الجهة الأخرى المُبادرة والعمل والمحاولة والتجربة من أجل صناعة واقتناص الفرص المتاحة وكذلك عملهم الشخصي على أنفسهم في بناء مهاراتهم وقدراتهم ليكون العمل أكثر تكاملية وتشاركية بين كافة عناصر المجتمع من أجل جيل شبابي ذو معرفة ومهارة وقدرة قادة على صناعة وقيادة المستقبل.