الصحوة – عنود الشحية
تداول رواد التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًا للملك تشارلز الثالث ، ملك بريطانيا، أثناء تأديته واجب العزاء في وفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد ، طيب الله ثراه ، قام فيه “بهزّ” فنجان القهوة بعد الانتهاء من شربه، وانتشر المقطع على نطاق واسع ونال إعجاب واستغراب الكثيرين حوله ، حيث أن الحركة تُعتبر من الموروث العربي التقليدي ، نادرًا ما يعرفها الأجانب.
* فما سر حركة “هزّ” فنجان القهوة لدى العرب:
للقهوة عادات وتقاليد لا تستغنى عنها الثقافات المختلفة، خاصة فيما يتعلق بطرق الضيافة والتقديم، وبالنسبة للشعوب العربية، فإن حركة هز فنجان القهوة التي يقوم بها الضيف تعد من أشهر العادات القديمة التي مازالت راسخة لدى العرب.
ووفقًا لما ذكرته مواقع وصحف عربية، فإن حركة هز الفنجان بدأت عند العرب قديمًا، حينما كان شيوخ المجالس يعينون فتى أبكم أصم لصب وتقديم القهوة في مجالسهم، وذلك حتى لا يتنصت لحديثهم أو يُفشي أسرارهم.
وحتى يعلم هذا الفتى إن كان الشيخ قد اكتفى من القهوة أم يريد المزيد، يقوم الشيخ بهز فنجانه كإشارة على الاكتفاء.
وتُعتبر حركة هز الفنجان من حركات لغة الإشارة لدى العرب، حيث أنها تتآلف من حركتين، لكل منهما معنى مختلف:
* الحركة الأولى ويتم فيها دفع راحة اليد التي تحمل فنجان القهوة إلى خارج الجسم قليلًا، وهي تعني طلب صب القهوة.
* أما الحركة الثانية، وهي رفع راحة اليد التي تحمل الفنجان إلى الأعلى، والتوقف للحظات مع هز الفنجان، فهي تعني طلب التوقف عن صب القهوة.
ورغم قدم هذه العادة، فإنها مازالت راسخة في المجتمعات العربية، ورغم اختلاف مجالس الشيوخ، إلا أن العادات المرتبطة بتقديم القهوة للضيوف مازالت باقية، وتتناقلها الأجيال.