الصحوة – عواطف السعدية
يحتفل العالم الإسلامي والأمتين العربية والإسلامية بذكرى مولد خير البشرية وسيد المرسلين وشفيع الأمة سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام .. *ولد في عام الفيل قبل ثلاثة وخمسين عاما قبل الهجرة يتيم الأب وفقد أمه في سن مبكرة تربى في كنف جده عبد المطلب ثم من بعده عمهِ أبو طالب *وعمل بتلك الفترة بالرعي والتجارة.
لقد كان – صلوات عليه وسلامه – حسن الأخلاق، جميل الطلة، كريم، عُرف بكرم أخلاقه وطيبة قلبه لم يكن يعلوه الكِبر والتعالي والتفاخر .. كان قنوعاً سخياً.. وفياً..اشتغل بمهنة التجارة وأخذ الخبرة والمعرفة من أصحابه وأقاربهِ، وحين بلغ عمر الخامسة والعشرين التقى بالسيدة العظيمة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها وأرضاها – *فطلبت من رسول الأمة أن يقوم بإدارة تجارتها والعمل معها، حيث أخلص لها وكان يعمل بكل جهد وإخلاص حتى جاء ذلك اليوم الذي طلبته للزواج منها *حتى تضمن أنه لن يترك الإدارة معها.. تزوج رسولنا الكريم من السيدة العظيمة الشريفة خديجة وأنجب منها البنين والبنات.. *وكانت له الزوجة والأم والأخت والرفيقة.. عاشا معًا حياة كريمة يسودها الحُب والوئام، *فقد أعطته مالها لكي يعمل به وتتوسع تجارتها، فكان له ذلك.
ولما ماتت خديجة حزن عليها حُزنا عظيماً لسنوات طويلة وهو يذكر محاسنها وعشرتها حتى ظل يزور صويحباتها ويتفقد أحوالهن لأجل الوفاء والحُب لها.. ما أعظم الروح التي بداخلك يا رسول الله وحبيب الله.. قرة العين ومقلتِها.
ومما لاشك فيه عندما زاد نفوذ التجارة والعمل وصارت الأمور ميسٌرة.. بدأ رسولنا الكريم يتعرض إلى الأذى من قومه وإلى المكائد التي كانت بالخفاء لكن الله كان له خير حافظا.. فقد اتهموه بالسحر والجنون ولا يعلم ما الأسباب التي يقصدون منه هذا الأمر سوى أنهم حاقدون عليه لطيب أخلاقه وكرمه وسخاء يده.. وبالرغم من ذلك تصدى لهم وأصبح قوياً لا يُبالي ولا يهتم لأمرهم.
بأبي وأمي أنت يا حبيب الله ويا رسولنا وشيفعنا وقرة أعيننا.. تفداك أرواحنا وأولادنا وأموالنا.. لم يكن لك مثيل ولابديل طبت وطابت لك جنان الفردوس الأعلى من الجنة .. اللهم اسقنا من يديه الشريفة شربةً لانظمأ بعدها أبدا.
صلوا على من علمنا الحُب وآخى القلب بالقلب.. صلوا عليه وسلموا تسليما..
(إن الله وملائكتهِ يُصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً).