الصحوة – نزوى
تسردها: سُعاد بنت سرور البلوشية – عضوة جمعية الصحفيين العُمانية
تصوير – سيف الصباحي
روى لنا أبو يامنة مسيرة حلم السيارات الكلاسيكية الذي كان يراوده منذ سنين، فيصف الفكرة بقوله: “كنت يومياً أتخيل منظر السيارات الكلاسيكية، وهي تسير بين ممرات الحارات القديمة في نزوى، وبين جنبات قلعة نزوى التاريخية مروراً بالسوق، وأهم المعالم الأثرية الأخرى”، حتى أصبح الحُلم حقيقة، بالإصرار والعزيمة!.
فكل يوم يزداد حماس الشباب العُماني في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، وفي مختلف أنحاء السلطنة، وكل يوم نسمع عن أفكار لمشاريع شبابية ابتكارية وإبداعية، نرى جمال مفردات الطبيعة بعيون متجددة، كما نرى الهمة المتقدة في وجوه الشباب والفتيات، ممن وظفوا مختلف القدرات والمواهب التي يتمتعون بها، في إحياء الأمكنة، واسترجاع شجن الذاكرة.
الرابح دائماً في مثل هذه المشاريع المميزة والفريدة من نوعها الجميع، فهذا التحديث والتطوير في حكايات المدن والقرى، يساهم في بناء الإنسان والارتقاء بأحلامه وأمنياته، ليصبح التعايش وسط بيئات تلبي احتياجات الصغار والكبار، ومحاولة تذويب الفروقات المتعلقة بالتمدن والتحضر، هو الأشمل لمعاني الحُب والجمال والتعاون.
إن وجود السيارات الكلاسيكية بنزوى بسط كثيراً من مسألة الانتقال، والوصول إلى أبرز المعالم في وقت قصير، ومذاق الدهشة حتماً سيراود كل من يخوض هذه التجربة كما راودني،.. “هناك شباب مختصون بقيادة هذه السيارات، يقومون وبكل معنى للمسؤولية باختصار الحكايات وبقايا الأحداث التي شهدتها المنطقة، عبر تقديم الشرح الوافي والدقيق بالسهل الممتع، باستخدام ميكروفونات لاسلكية، تساعد على ضمان وصول المعلومة للجميع دون كلل أو ملل”، هذا ما رأيناه وأكده لنا أبو يامنة.
هذا المشروع أهم ما فيه شبابه، شباب بأعمار مختلفة جميعهم آمنوا إيمانا عميقاً بفكرة التغيير والرغبة في استقطاب الجميع، سواء من داخل السلطنة أو خارجها، شباب بابتسامتهم وبطيب أخلاقهم ورقيها، يشعرون كل مساء وبعد انتهاء ساعات العمل، بأنهم حققوا الكثير من المكاسب وعلى رأسها تبادل المعارف والمعلومات، ثم تكوين العلاقات الاجتماعية.
ما يعوز شبابنا اليوم، السرعة في تقديم الدعم والتشجيع اللازم، فمذاق الجولة بالسيارات الكلاسيكية في نزوى جميل، ولكنه لازال هناك الكثير من الأفكار التي تحتاج إلى المزيد من العناية والرعاية والاحتضان، خاصة المبادرات المجدية والقابلة للتحويل إلى واقع، وهي حقيقة وصفها أحد الشباب علها تصل من يهمه أمرهم، بقوله: “تملأني عقب كل جولة مع الضيوف والزوار الكثير من الأفكار التي تبعث فيني الحياة، وتتقاطع مع ذات الاهتمامات المرتبطة برؤية عُمان 2040 في تطوير المحافظات، وتمكين الشباب وتحقيق التنويع الاقتصادي، ورفد السوق بمشاريع ابتكارية ذات جدوى على الفرد والمجتمع، كما تبرق في عيني العديد من التصورات والخواطر التي أتمنى أن ترى النور قريباً”.