الصحوة – أمل الريامي
تتزيَّن الطرقات، وتتوشَّحُ المباني بألوان العلم العماني، ابتهاجاً بالعيد الوطني المجيد، ويرتدي العمانيون الأوشحة والأزياء العمانية التي استمدَّت من ألوان العلم طابعاً لها حيث أصبحت تلك الألوان مترسخة في كيان الوطن، كجزءٍ أساسي من رموز الهوية العمانية الأصيلة .
إنَّ تلك الألوان الجميلة الزاهية في جمالها ومعناها من أجمل المظاهر الجمالية التي تسعدني، وبلادنا الحبيبة تحتفل بالعيد الوطني الثاني والخمسين، كيف لا وقد رسخت منذ طفولتنا هذه الألوان الثلاثة “الأبيض، والأحمر والأخضر” في صورة منتظمةٍ، وتناغم ثابت في ذاكرتنا، حيث كنا نرسمها في كرَّاسة الرسم المدرسية، على صورة علم يرفرف فوق قلعةٍ أو حصن، أو على صورة قوسٍ منصوبٍ على الشارع.
لقد أصبحت تلك الألوان الثلاثة مقرونةً بالإِنتماء الوطني لدى الإِنسان العُماني، لأنها متجذرة في مشاعره العميقة فهي رمزٌ من رمزيات الوطنية، وصور من صور الإنتماء لهذا البلد الغالي .
إن ألوان العلم العماني إرتبطت بأرض الوطن وطبيعته وتاريخه وأمجاده ونضال شعبه، فبمجرد النظر إليه فإنه يحرِّك في دواخلنا مشاعر الحب والإعتزاز والإفتخار والإنتماء للوطن وكل ما له أثرٌ بالوطن.
في إحدى السنوات في المملكة المتحدة بينما كنا نسير في طرقات لندن متَّجهين لزيارة المتحف العلمي، وكنا نسير في شارعٍ يسمَّى “بوابة الملكة Queen’s Gate” إذا بالعلم العماني وقد برز أمامنا فجأةً حيث مقرُّ السفارة العُمانية في لندن، في هذه اللحظة شعرنا بسعادة تنسابُ في أعماقنا، بل شعرنا بالأمان والإطمئنان وكأننا قد عانقنا الوطن من خلال هذه الألوان الثلاثة.
ما أردت قوله أن الألوان لها جاذبيتها وأثرها بما تحمله في دلالة مقرونة بالمشاعر، وبما ترسله من موجات وذبذبات لجسم الإنسان حسب اقتران تلك الألوان بالمعاني التي ارتبطت بها.
ألوان ثلاثة هي مكونات العلم العُماني، تبعث في العمانيين الشعور بالاعتزاز حيثما كان العلم العُماني يخفق، فقلوبنا تخفقُ معه محبَّةً وفخرا.