بقلم: حمد بن ناصر السناوي
في الأسبوع الماضي تابع الملايين حول العالم الحفل الافتتاحي لمونديال كأس العالم الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة وكان الحماس يعم المكان، كان يوما حافلا في تاريخ الشقيقة قطر التي وفت بالوعد وبذلت الكثير من الجهد والمال لإقامة هذا الحدث الكبير، فكأس العالم لا يقتصر على المباريات بل هو مناسبة ثقافية واجتماعية ونفسية تتقابل فيها الشعوب والثقافات.
حزنت كثيرا على الهجوم العنيف الذي وجهته بعض الوسائل الإعلامية على قطر قبيل بدأ المونديال في محاولة مستميتة لإفشال هذا الحدث الكبير، وكشر الغرب عن أنياب الحسد والغيرة والتحزب متخفين خلف حقوق الإنسان وهم أصحاب التاريخ الطويل في استعباد الشعوب ونهب ثرواتهم، لكن ولله الحمد رد الله كيدهم في نحورهم وانطلق المونديال في قطر وازدانت شوارع الدوحة وشواطئها بهذا العرس التاريخي الرائع.
سعدت كثيرا لحفل الافتتاح ورسم الهوية الوطنية والإقليمية وندوات التعريف بالإسلام وحوار التقارب بيت الثقافات، هذا المونديال النظيف الذي لم تلوثه مترنحات السكارى وأعلام المثليين سيكون نقلة في الحوار بين الشعوب بعد أن انتهت حقبة هيمنة الغرب الذي لا يزال يسخر من البدوي وخيمته وناقته وزوجاته، هذه الصورة النمطية المسيئة ستمحى تدريجيا من أذهان الأجيال.
تابعت الحوار بين الممثل الأمريكي مورجان فريمان والشاب القطري غانم المفتاح الذي أبهر الحضور بشجاعته وقوة إرادته وأعجبني كيف بدأ غانم بتحية الإسلام وآية من القرآن الكريم تلخص التفاوت بين الشعوب والقبائل، وكان غانما الذي ولد دون نصفه الأسفل مثالا حيا على التفاني وعدم الاستسلام للصعوبات وما أجملها من رسالة في هذه الأيام التي يعاني فيها بعض الشباب من الإحباطات التي قد تدفع البعض على انتهاج السلبية في الحياة.
من الدروس الجميلة في المونديال مشاهدة المشجعين اليابانيين يقومون بتنظيف المدرجات بعد انتهاء المباريات دون أن يطلب منهم ذلك ضارب مثال حي على الاحترام والتواضع، قاموا بجمع القمامة التي خلفها باقي المشجعين دون تذمر والابتسامة تعلو وجوههم، عبروا عن احترامهم للآخرين وتقديرهم للنظافة بالفعل لا بالقول بينما ترك اللاعبون اليابانيون غرف التدريب نظيفة ومرتبه وزينوها بالارجامي وهو فن ياباني قديم لان الإيجابية تعدى.
شاهدنا مشجعي المغرب الشقيق ينتهجون نفس الأسلوب ويساعدون في تنظيف المدرجات.
وبينما يستمر بعض المشجعين من الغرب في التعبير عن سخطهم لمنع إعلام الشواذ ورموزهم من دخول المدرجات نجد البعض تقول كلمة الحق ويدعون هؤلاء لاحترام البلد المستضيف ومبادئه الإسلامية مذكرا إياهم بان الغرب ليسوا شرطة للحريات وليس من حقهم فرض عاداتهم ومعتقداتهم على العالم أجمع.
يقول جيمس مونتاجي الخبير البريطاني في شؤون كرة القدم والسياسة “إن امتلاك أحد الأندية، أو رعاية ملعب أو وضع اسمك على قميص أحد الأندية يمثل أداة قوية مذهلة لتشكيل صورة على الساحة الدولية” وهذا ما يحدث حاليا في مونديال قطر.