الصحوة – عواطف السعدية
عام مغادر وعام آتِ ، سنة بأكملها مرت علينا بحلوها ومرها، بكل الأحداث والتفاصيل ، العثرات المفاجأت ، الصدف الجميلة الإنجازات التي حلمنا بتحقيقها الأعمال التي تمنينا إنجازها، والتي لازالت قيد الانتظار ، عام يغادرنا بفقد أحبة ، كانوا معنا عاماً نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، وتدور الأيام بنا حيث لاندري ، والساعة تدور حول مكانها لتجدد الوقت وميزان الحياة ،حتى تتوالى الأيام لتأتي أخرى ، هذه هي حقيقة الكون، ونحن نجري بمناكبها ، ونمضي على أرضها ، ونسعى بدروبها، نعم يمضي العام بكل مافيه من تفاصيل ومواقف ، بكل المحاولات التي أردنا أن نحقق بها ولو الأمر البسيط* ..
الكثير منا عاش هذا العام. بالتخطيط والتنفيذ ، وتقبل الأخطاء أحيانا لننهض من جديد، لأننا بشر نحتاج أن نراجع دفاتر الأيام ، نرجع إلى المذكرة التي كان بها تدوين الملاحظات بالأعمال ، لا نقول العمل الذي به مصدر الرزق لنا ، بل العمل الآخر الذي نحن بصدد أن يكون ميزانه أثقل ، عمل الخير أينما كنا، السعي إلى تطهير الأرواح من كل مايفسد راحتها من أدران الحياة ، لايكفينا أننا أحياء ونسعى إلى أرزاقنا ، بل إلى تفقد من يعيش قساوة الحياة بكل ماتحمل الكلمة من معنى
علمتني الحياة أن التركيز والاهتمام على أمور لا تنفعني هي ضياع للوقت وضغط نفسي على القلب ، وأن التخلي أحيانا عن بعض الأشياء مكسب لبقاء ود مخبأ لا نعلم ماهي داوفعه ، وشر لابد من زوالهِ
رحلة الحياة بها شقاء وتعب ودروب صعبة لكن مع قوة الإرادة هي صبر وتحديات من أجل الوصول الى أهداف وتطلعات جديدة ، العام الماضي مضى وانتهى ، وهاهو عام آخر ، ميلاد جديد لسنة قادمة ، لعل مافيها أجمل ، من يدري هناك من ينتظر تحقيق حلم وأمنية ، والأخر بنتظر وظيفة والجميع في ترقب ولهفة ، أعينوا قلوبكم وأرفقوا بأحبابكم ، وتلمسوا الأعذار لمن يرى فيكم البقاء معه ، فالحياة مابين مولود ومفقود، بين رحيل وغياب بين مسرات وأحزان أحزان لايمكن أن تكتم بداخل النفس إلا بقوة الإرادة والرضا بأقدار لله خيره وشره ، فنحن بشر جُبلنا لتكون الرحمة بقلوبنا والخوف من الله أساس بقائنا، فمن كان الله معه لاخوف ولاحزن ، القوة الحقيقية فقط في كيفية أن تعيش بسلامة الصدر ، تكتم الغيض، تتجاهل وتتغافل، دام هناك الأمر لايعينك.فنصف الراحة في الصمت وعدم التبرير ، والعجز عن وجود الرد المناسب
نسأل الله جلا في علاه أن يكون عامنا الجديد عام سلام وأمان وطمأنينة لأرواحنا المتعبة وتحقيقا لأحلامنا المنتظرة، وبشارات خير لنجاحات مستمرة ، وأن يحفظنا من شتات الأمر ، وعثرات الدرب ، وأن يحفظ قلوبنا مبتهجة بمعاني الود وأن يكون هذا العام أجمل بصفاء النوايا ، ووداع الهموم والأحزان