الصحوة – المصممة أمل الريامية
للألوان أثرها النفسي على الإِنسان، حيث تشير بعض الدراسات في هذا الصدد بأن اختيار الألوان المناسبة له أثر على زيادة لتركيز والنشاط والقدرة على التعلم والفهم والتذكر بنسبة تترواح بين 55% و78%، وهذا ما أكَّده الدكتور توفيق حجازي في كتابه المعنون «أثر اللون على العقل والجسم.
وفي هذه الأيام الشتوية الباردة تُنعشنا النسمات العليلة لفصل الشتاء والتي ننتظرها من أجل التعويض عن أيام الصيف فنستمتع بالرحلات والجولات في ربوع البلاد.
فالشتاء بالنسبة لنا في دول الخليج بمساءِه الطويل فسحة لإلتقاء الأهل والأحباب والأصحاب، حيث نستمتعُ فيه بارتداء أجمل الأزياء بألوانها المبهرة، ونتعطَّر بأحلى العطور الزكية، الفوَّاحة.
من جهة أخرى فإننا لو نظرنا إلى معنى الشتاء في الدول الأوروبية، لوجدناهم ينظرون إلى هذا الفصل من منظور سلبي يؤثِّرُعلى نفسيتهم، فاختيارهم للألوان الغامقة والداكنة في ملبوساتهم لهذا الفصل تسهمُ في سوء أمزجتهم، وحالاتهم النفسية.
على سبيل المثال؛ نرى اللَّون الرَّمادي والأسود هو السائد في ملبوساتهم في هذا الفصل مما يزيدهم كآبة –دون وعي منهم- وفي بعض الأحيان تصل إلى درجة الإنتحار، حيث يذكر أن جسراً يقطعُ نهر التايمز في لندن كان مكاناً شهيراً للراغبين في إنهاء حياتهم بالسقوطِ منه، حتى نصح أحد الخبراء النفسيين بتغيير لون سوره الأسود إلى أزرق هاديء يُريح الأعصاب، فكان لتغيير اللون أثره في تقليل حالات الإنتحار من الجسر!
عندما كنا مقيمين في المملكة المتحدة لعدَّة سنوات، عشنا أجواء هذا فصل الشتاء، غير أننا ابتعدنا عن الألوان الغامقة التي تؤثر على نفسياتنا فارتدينا أجمل الألوان وعشنا فصل الشتاء بجمالياته كما أردنا نحن أن نراه.
وحاليا وفي السنوات الأخيرة إستشعرت دور الأزياء بما للألوان من دور كبير في الحالة المزاجية لنفسية الفرد في هذا الفصل فبدأت بالإهتمام بتصميم أزياء ذات الوان تبعث الراحة والطمئنينة في النفس كألوان الأخضر الملكي، والأخضر العقيق، والأخضر الزمردي، والأحمر الكرزي، والبرغندي، والبنفسجي، والشمندري، فهذه ألوان تبعثُ في النفس الحيوية والنشاط ولها دور كبير في تحسين الحالات النفسية.
خلاصة القول :أننا نستطيع أن نعالج أنفسنا بالألوان، ونريح أمزجتنا، وأعصابنا، ونلطف بمشاعرنا وأحاسيسنا.