الصحوة – خولة المشيفرية
الرابع عشر من شعبان من كل عام هجري تعج ولاية صور بضجيج الأطفال الذي يعزف لحن الفرح في آذان الكبار يتغنون فرحين بقدوم الشعبانية وهي مناسبة شعبية تقليدية قديمة يردد فيها الأطفال الأهازيج الشعبية، يلبسون فيها الملابس العمانية التقليدية الزاهية بالألوان والتطريز البراق الذي يتحدث عن نفسه فكل ولاية في سلطنة عمان لها لبسها المميز الذي يميزها عن الأخرى.
يخرج الأطفال برفقة أصدقائهم من نفس الحارة قاصدين البيوت المجاورة وهنا يكون في استقبالهم الأهالي وهم فرحون ويجزلون لهم بالعطايا من حلويات ومبالغ مالية رمزية تستمر الجولة من طلوع الشمس حتى مغيبها وهم يبثون روح الفرح والسرور في ولايتهم.
ولا زالت صور تقوم بهذه العادة الجميلة التي تحي التراث الشعبي العماني الأصيل حتى أن المؤسسات والهيئات والجمعيات الخيرية تشارك في هذا اليوم الذي يعزز روح التكافل ومن خلاله يتم غرس قيم ومبادئ جميلة كالتواصل الاجتماعي.
وقد أجرت الصحوة حوارا صحفيًا سلط الضوء حول هذه المناسبة مع إحدى مواطنات ولاية صور التي عبرت عن اعتزازها بهذه المناسبة حيث قالت مريم ال فنة: يعتبر أهل صور هذه المناسبة من أجمل المناسبات التي يفرح فيها الكبير والصغير فيعتبر الكبار أن ما يمنحونه للأطفال من عطايا كزكاة، خاصة أن الشعبانية تأتي في شعبان الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك فيفرح الكبار بالأجر ويفرح الصغار بالعطايا.
كما قالت يسرى بنت يوسف الغيلانية رئيسة مجلس إدارة جمعية المرأة العمانية بصور: المحافظة على مثل هذا التراث الجميل أرث جميلا نعتز به ونفتخر به نحن أهالي ولاية صور كونها الولاية الوحيدة تقريبا من ولايات السلطنة التي تحتفل بهذه المناسبة . ومثل هذه العادات تغرس قيما ومبادئ جميلة وراقية وإنسانية في نفوس أطفالنا ويكفينا فخرا أن نحافظ على تراثنا وأصالتنا التي تتميز به الولاية.