الصحوة – خولة المشيفرية
إن تاريخ سلطنة عمان منذ القدم شاهد على تلك العصور والأحداث التاريخية التي تعاقبت عليها، ولا يمكن نكران ذلك الإرث التاريخي والعريق الممجد لسلطنة عمان، هذا التاريخ الذي ضرب به أروع الأمثلة في كافة المجالات الحياتية ولا يمكن لتلك الأحداث أن تحجب، لذلك جاءت فكرة إنشاء المتاحف ليبقى كل ذلك كنز ومنجم لسلطتنا الحبيبة.
وإن أبرز وأعظم ما يدل على أهمية الحفاظ على هذا التاريخ والإرث العريق الاهتمام السامي من قبل المغفور له -بإذن الله- قابوس بن سعيد، والتي أكملها مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق- -حفظه الله- ورعاه- عندما تشرف جلالته بافتتاح أحد أعظم رموز سلطنة عمان ألا وهو متحف عمان عبر الزمان الذي حظي باهتمام سامي كريم من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- ورعاه وذلك إيمانا من جلالته أن هذا المشروع الوطني يوثق أمجاد السلطنة وتاريخها في مختلف المجالات وسبق أن أكد أعزه الله أهمية التاريخ وما يمثله أو يشكله في بناء نهضة سلطنة عمان حيث قال في خطابه السامي بمناسبة العيد الوطني الخمسين (وقد شكل إرثنا التاريخي العريق ودورنا الحضاري الإنساني الأساس المتين لإرساء عملية التنمية التي شملت كافة ربوع السلطنة على اتساع رقعتها الجغرافية).
حيث أشاد بعض المسؤولين والشخصيات القيادية والسياسية في الدولة وكذلك بعض المهندسين بهذه التحفة الفنية المعمارية وطريقة التصميم والأساليب المتبعة في البناء، والقيمة الجوهرية والمعنوية منها، وصحيفة الصحوة رصت لكم بعض ما قيل .
قال المهندس اليقظان الحارثي مدير مشروع متحف عمان عبر الزمان عن الاعتبارات التي وضعوها نصب أعينهم في تصميم المتحف: هنا كنا نفكر بجميع التفاصيل ليكون المتحف مبنى أيقونيا حديثا يحافظ على الطابع العماني، وراعينا أن يكون المتحف متاحا لمختلف شرائح المجتمع ولكن التصميم الأجمل والذي راعى طبيعة المكان وأخذ شكله هو التصميم الذي استلهم من جبال الحجر العمانية، وذي نال المباركة السامية للمغفور له بإذن السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه.
كما قال سعادة المهندس حمود بن محمد المحروقي رئيس شؤون المنشات السلطانية بشؤون البلاط السلطاني عن المميزات العمرانية والإنشائية التي حواها المشروع: في الحقيقة هي تفاصيل كثيرة كانت في فكر القائمين على المشروع في بداية من التصميم الفريد للمشروع إلى الواجهة النحاسية الحادة والتي ترتبط بي صناعة النحاس التي اشتهرت بها بلادنا قديما ويبرز أعلى جزء في المبنى في ارتفاع 35 مترا مربعا ثم الواجهات الزجاجية التي تمنح المبنى إضاءة طبيعية وتقلل استخدام الإضاءة إضافة باستخدام مواد او أحجار من البيئة العمانية وغيرها من التفاصيل التي نتركها للزائر حتى يستمتع برؤيتها.
وأوضح محمد زبير أحد أعضاء اللجنة الرئيسية المشرفة على مشروع متحف عمان عبر الزمان عن شعوره الذي يراودهم وهم يرون اليوم هذا المنجز وهو يفتح أبوابه، اليوم في الحقيقة تدافع المشاعر كما كان بالأمس مجرد خطبة على ورق أصبح كان الحقيقيين ماثلا على أرض الواقع فرحة كبيرة لا يمكن وصفها بإنجاز المتحف كما خطط له، وعندما يقدم هذا الموجز هدية وطنية عظيمة ليس لسلطنة عمان فحسب بل العالم أجمع بالتأكيد فإن السعادة تغمر قلوبنا لا سيما أن الزائرين سيتولون على هذا المكان باحثين ومتعطشين يكتشفون بعضا من تاريخ سلطنة عمان الممتدة عبر الزمن في هذا المتحف ينطق بالتاريخ منذ ٨٠٠ مليون عام كما أثبتت الباحثين الجيولوجيين.
وتحدث معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني رئيس لجنة الرئيسية المشرفة على المشروع عن الاهتمام الذي لقيه المشروع من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- ورعاه تفضل جلالته بزيارة المشروع مرتين واطلع على كل تفاصيل المتحف بشكل دقيق وقد توجه هذا الاهتمام الكريم بالمشروع في نيل شرف الرعاية السامية لحفل افتتاحه في هذا اليوم ويسرني بهذه المناسبة أن أتقدم بعظيم الشكر والامتنان جلالته السلطان المعظم على ما أوله من اهتمام الكبير لإتمام المشروع.
وفي ما يتعلق بالاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية في مجال المتاحف عند العمل على المتحف قال المهندس محسن بن محمد الشيخ عضو اللجنة الرئيسية المشرفة على المشروع كلا هدف المغفور له -بإذن الله- السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه أن يتم إنشاء المتحف ليسرد تاريخ عمان منذ الأزل من خلال توظيف طريقة السرد باستخدام التقنية الحديثة التفاعلية مع الزائر ولتحقيق هذا الهدف كان وجوب الاستفادة من المتاحف العالمية لكل من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها من الدول التي صنعت لها متاحف تبرز تاريخها بشكل لافت وجذاب مستعينة بتقنيات الحديثة كما ارتأى المشرفون على المشروع الاستعانة بعدد من الخبراء والمتخصصين الدوليين في مجال المتاحف ضمن فريق عمل المشروع.
وغرد وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي عبر تويتر قائلا برعاية سامية كريمة تشرفت اليوم بحضور الافتتاح الرسمي للصرح العمراني الثقافي متحف“ عمان عبر الزمان“ الذي نستحضر من خلاله شواهد التاريخ العماني وملامح النهضة المتجددة.
مبارك لسلطنة عمان تدشين الأيقونة الثقافية والتي بلا شك ستكون منارة مستقبلية لمنظومة المتاحف العمانية
وعبر وزير الخارجية السيد بدر البوسعيدي عن مدى إعجابه بالمتحف عبر تويتر قائلا: ما أجمل هذا الصرح الشامخ، متحف عمان عبر الزمان، الذي يفتتحه مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- ورعاه اليوم، والذي وضع حجر أساسه في ولاية منح بمحافظة الداخلية المغفور له -بإذن الله- جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه يوم 14 يوليو 2015م. ففي طيات المتحف يتألق إرث الأمة العمانية على مر الأزمنة والعصور من ماضيها التليد إلى حاضرها المشرق السعيد ومستقبلها الواعد المجيد زهوا وألقا بهمم أبناء عمان الأوفياء الماجدين أصحاب المبادئ المخلصين.