الصحوة_ حمد بن ناصر السناوي
صدر مؤخرا المرسوم السلطاني بالسماح للعمانيين من الجنسين بالزواج من غير العمانيين و تنافست مواقع التواصل الاجتماعي في رصد ردود المواطنين و تنافست المكاتب في عرض خدمات تسجيل الزواج بأسعار مغرية ، حتى الرزحة العمانيه ، أهم الفنون الشعبية التي تتميز بها الأعياد تسربت إليها أبيات الشعر التي تعبر عن الشكر والامتنان لهذا المرسوم ، ولم تخلو المجالس عن مناقشة هذا الموضوع و انقسمت الآراء بين متحمس للفكرة معتبرا إياها مخرجا للشباب من غلاء المهور المرتبط بالزواج من بعض الأسر العمانية والذي يثقل كاهل الشباب في مقتبل حياته بالديون ، و بين معارض للفكرة منددا بإختلاط الأنساب الذي سينتج من هذا الزواج ، الجدير بالذكر أن موضوع الزواج من الخارج ليس جديدًا على المجتمع العُماني فقد هاجر الكثير من أجدادنا الى شرق أفريقيا قبل السبعينات بحثا عن مصدر للرزق و إستوطنوا مختلف أنحاء القارة السوداء و تزوجوا من بنات البلد الأفريقي أحيانا بسبب بقاء النساء العمانيات في السلطنة و إضطرار المهاجرين العمانين للزواج من الأفريقيات و أحيانا آخرى لأسباب سياسة مثل التقرب من أبناء البلد و كسب ودهم وتجنب شرهم ، وقد أنتج ذلك التزاوج تبادلا للثقافات و تنوع في أطباق الطعام كما ساهم في نشر الدين الإسلامي في القارة السوداء، كما تزوج بعض الشباب المبتعثين الى الخارج من الأوروبيات والأمريكيات والمصريات وغيرها من الدول العربية ونتج عن ذلك الزواج جيلا لا يقل إبداعا او انتماءاً للبلد، كذلك الحال في دول الخليج التي لا توجد فيها قوانين تحدد الزواج من الخارج ، ولعل من فوائد مثل هذا الزواج أن الطفل ينشا على ثقافتين مختلفتين منذ نعومة أظافره ويتقن أكثر من لغة في حالة الزواج من خارج الوطن العربي.
لنعد الآن إلى المرسوم الجديد وما يصاحبه من حماس البعض في الزواج من الخارج والخوف من تغير التركيبة السكانية ، في رأيي من أراد الزواج فلن يكون المهر هو العامل الوحيد في إختياره لشريكة الحياة ، ولعل في هذا المرسوم حافزا للمواطنين للتفكير جديا في موضوع غلاء المهور والمصاريف المبالغ فيها للحفلات التي ترهق كاهل الشباب و تستنزف جيوبهم وجيوب آبائهم لا تحدد مدى السعادة الزوجية ، كما أن رفض الزواج من الآخر بحجة إختلاط النسب فكر فيه شيء من العنصرية والتفرقة بين البشر دون وجه حق متناسين قول الله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ان الله عليم خبير) و قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض الا بالتقوى).