الصحوة – مروة الهنائية
النخلة صديقة العماني في كل زمان ومكان, فيها الخير والنفع , و منها البناء و الكساء و الغذاء ,فاعتنوا بها خير اعتناء , و كانت لهم الإدخار و صارت لهم الإقتصاد و اشتهروا بثمارها في الموانئ و البلدان منذ قديم الزمان.
ومن تقدير العماني للنخلة أنه سمى بعض المناطق في عمان بأسماء مشتقة منها , فنجد ولاية “نخل” و قرى “أبو نخيل”و” أبو صريمة “في بركاء و “الصرم”في ولاية القابل و” الصرايم” في ولاية محوت, وهذا على حسب ما جاء في محاضرة النخلة في الوجدان العماني من تنظيم النادي الثقافي.
و ذكر النخل ينشط في موسم القيظ , و من أخباره ما جاء في كتاب قصص حكاها الشيخ حمود بن عبدالله الراشدي… أنه في عام 806 هجرية “قدر الله دوام القيظ في نزوى حتى وصل بعد دخول النيروز بأحدعشر ليلة , وكان أوله شعبان وآخره شهر صفر , كما ذكره ابن مداد وسمى تلك السنة بالسنة المباركة” . و بداية القيظ يستبشر العمانيون بالنغال , و قد إخترته لأخبر في مقالي هذا عن ما قيل عنها .
دونت المذيعة في قناة الجزيرة خديجة بن قنة على صفحتها في الفيس بوك : ” سلطنة عمان الجميلة تُعرف برطب يحمل اسم “النغال” و هو ذهبي اللون طويل الشكل …, فخر النخيل العماني” .
وصف ثمرة النغال , طويلة كالإصبع شكلها قريب من البيضاوي , يتحلق في أعلاها لون بني فاتح كأنه تاج لها . تكون صفراء مخضرة في مرحلة البسر , ومن ثم تتحول في مرحلة الرطب إلى اللون الذهبي , وبعد تتميرها و تجفيفها تكون باللون البني الغامق.
وطعمه قليل السكر, لذلك يطلبه مرضى السكري , و جاء في خبر _نشره مركز الأخبار لتلفزيون سلطنة عمان على تويتر دراسة أجراها مختصون بمختبر بحوث الصناعات الغذائية وذلك لإنتاج منتج عماني بديلا للسكر الأبيض… خلاصتها:
” أن النغال هو البديل الأقرب للسكر الأبيض, ويكون ذلك بعد تجفيفه وطحنه و تحويله لمسحوق “.
و يعتبر إنتاج النغال من الثمار إنتاج تجاري و ماجاء في ذلك ما قامت بنشره جريدة عُمان في عام 2018 عن إحصائات وزارة الزراعة والثروة السمكية لعام 2017 حول نخيل النغال و ثماره , فجاء فيها : أن ما يقارب 657498 نخلة نغال مزروعة في السلطنة , بإنتاج يصل إلى 35655 طن ,أي ما يمثل 9.88 % من مجموع إنتاج السلطنة من التمور .
و للنغال أصناف بحسب الشكل و الحجم للثمرة , و قد غرد بذلك الباحث محمد العيسري على منصة تويتر : ” في بعض بلدان شرقية عمان يقال لصنف نخلة النغال ذي الحبة الطويلة من الرطب: (لويفية) وفي بلدان أخرى تسمى (أم لويف) و عندنا تصنف نخلة النغال وفقاً لشكل وحجم حبة الثمرة إلى ثلاثة أصناف : (لويفية) و (قريطية) و (ظاهرية).” , و يوجد صنف من النغال يسمى ( مقضماني ) و ما يميزه أن الثمرة لا تحتوي على نواة بداخلها , و لله في خلقه شؤون .و تجود النغال بالثمر الجيد كلما تعرضت للهواء الحار.
تشتهر ولاية دماء والطائيين _ وهي من ولايات شرقية عمان بزراعة نخيل النغال و ثمارها من أغلى ثمار النخيل على مستوى الولاية , واتخذها الأهالي شعارا لهم.
و يقال عن ثمرة النغال أنها ثمرة مباركة لأنها تأتي في أول موسم القيظ…و يحكى أنه في إحدى العصور حدثت مجاعة في عُمان , و ما كان للناس من حيلة إلا أن يسدوا جوعهم بثمرة النغال وهي ما تزال بسر غير ناضجة.
و من تقدير الأول لهذا الصنف من النخيل و امتنانا لما تجود به النغال في جميع أحوالها , قال فيها : ” لو النخيل تدخل الجنة لكانت النغال أول من يدخلها”.
مروة الهنائي / الخميس 20 شوال1444 – 11 مايو2023