الصحوة – عبداللطيف المعمري
بات الذكاء الاصطناعي الشغل الشاغل للعالم في الآونة الأخيرة نظير الثورة التكنولوجية التي توفرها برمجيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع المال والأعمال وخصوصاً في التسويق والتواصل.
لا يخفى على أحد اليوم أن هذه التقنيات والبرمجيات للذكاء الاصطناعي أصبحت جزء من حياتنا اليومية بشكل مباشر وغير مباشر، عبر المحتوى المتنوع الذي نتلقاه على شكل الصور والفيديو والترجمة والمحتوى التعليمي وغيرها أشكال المحتوى عبر التطبيقات، والأدهى من ذلك أصبح الذكاء الاصطناعي قادر على إعطاء الحلول والأفكار وليس فقط إعطاء المعلومات العامة، بل توغل وأصبح ذو كفاءة جيدة في بناء الحلول والأفكار خصوصاً مع التطبيقات المرتبطة بعلم البيانات التي تعمل بشكل عميق في هذا الجانب.
السؤال الذي يطرح نفسه في ظِل هذه النقلة السريعة لهذه التكنولوجيا هل تؤثر على صناعة التسويق والتواصل؟ والإجابة هنا بشكل بديهي وسريع بأنه نعم سوفر يؤثر ايجاباً من ناحية تحسين التجارب الحالية وبناء الحلول الجديدة بشكل سريع جداً وأصبح أيضاً سريعاً في العمليات الفنية على شاكلة الأشياء التي تتطلب إنتاج بعض المنتجات كالصور والفيديو والتسجيل الصوتي والترجمة وغيرها من المنتجات التي أصبحت الآن في لمح البصر على تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتي بدورها قللت التدخل البشري في ذلك و سرعت من وتيرة العمل، ولكن هل نحن هنا بحاجة إلى العمل السريع وتقليل العمل والجهد البشري؟ وهل سنصل إلى مرحلة نسأل أنفسنا هل نحن بحاجة للعنصر البشري؟ خصوصاً في الصناعات الإبداعية المرتبطة بالتسويق والتواصل؟ ربما تكون الإجابة هنا فيها نوع من القسوة إذا كانت نعم وسيكون فيها نوع من الإنصاف إذا كانت الاجابة لا في الوقت الراهن، فلا ننسى ونغفل عن الجهد البشري الكبير الذي كان يقود التقنية وساهم في الوصول إلى المرحلة الحالية المميزة من العمل الإنتاجي الإبداعي في صناعة التسويق والتواصل بالتماشي مع التقنيات الحديثة التي كانت دائماً تتكامل مع الجهد البشري.
اليوم أصبح الذكاء الاصطناعي هو من يقود الجهد البشري، وفي السابق الذي ليس ببعيد كان الإنسان والجهد البشري هما من يقودان التقنية والتكنولوجيا الحديثة، فهل هذا التغيّر في الأدوار سيغير اللعبة! وهل ستكون اللمسة البشرية قابلة لأن تكون بنفس الكفاءة واللمسة الإنسانية عبر التكنولوجيا ؟ وغيرها من الأسئلة التي تراودنا اليوم وربما قادم الأيام ستكشف لنا كيف ستكون اللعبة على الأقل في الثلاث سنوات القادمة.
الكثير من الأسئلة والتوقعات والافتراضات بين التسويق والتواصل والذكاء الاصطناعي الذي وصل إلى أبعد من الرد الآلي وخدمة العملاء والتصميم وتحليل البيانات والانتاج إلى مراحل أبعد تصل إلى صناعة الحلول ذات العمق الكبير للمؤسسات والشركات التي تقدم الخدمات التسويقية والتواصلية عبر الخوارزميات التي تتحسن يوماً بعد يوماً.
لذلك أصبح التعاطي والتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي عنصر لابد منه والاستفادة منه حياتنا اليومية، ولكن علينا أن لا نغفل على الدور البشري المميز، وعلينا أن نفكر في كيف نستطيع أن نوازن بين تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي والحس البشري عبر العناصر البشرية و لمستها الإبداعية وبناء التجارب المميزة في قطاعات التسويق والتواصل والأعمال بشكل عام.