لا يكفي أن تربي أهل البيت على الأخلاق والفضيلة، بل على المربي أن يهيأ البيئة التي لا تسمح لأي خادش للحياء أن يسطو على بيئة أبنائه، واليوم نحن أمام قضية في غاية الأهمية ألا وهي انتشار ظاهرة تجارة الدعارة في ضواحي محافظة مسقط وخاصة في الخوير. وإذ نطرح هذه القضية علينا أن نكون منصفين ونكشف عن جوانب القضية كلها؛ فليس من العدل إلقاء المسؤولية بالكامل على الشباب الذين لا يمانعون بدفع القليل مقابل التجربة لأول مرة، ومقابل إملاء غرائزهم بعد ذلك مرات عديدة، ضاربين الوازع الديني عرض الحائط، ومتجاهلين الخطر الذي يهدد صحتهم مثل الأمراض الجنسية التي قد تنتقل بسهولة إليهم ومن ثم يعانون منها طيلة حياتهم، بل ويحدث أن يدمر الشاب الجاهل أسرته من بعده ملحقًا بها العار أو ناقلاً الوباء إلى أعز أقاربه/ زوجته وأطفاله!
لذا على الجهات المسؤولة أن تتحرك بسرعة وتضع القوانين التي تحارب الفساد بشتى أنواعه، وأن لا تنطلي عليها الحيل التي تستخدمها بائعات الهوى اللواتي يقطعن المسافات والبحار من أجل أن يتجارن بأجسادهن بقصد الإيقاع بالشباب والمراهقين والعُزاب غالبًا. إن منح التأشيرة السياحية، خاصة للقادمات من بعض الدول الآسيوية، ما هو إلا وسيلة جذابة وميسرة لهن؛ ليمارسن لعبتهن القذرة، وما أن تنتهي التأشيرة يغادرن بكل سهولة ويسر إلى أقرب مطار دولي ثم يعدن أدراجهن يصطدن في عتمة الليل ما يملأ جيوبهن ويفسدن به شباب الوطن!
وعلى الجهات أيضًا، أن تحمي مواطنيها من قبل السفارات التي تسند عمالتها بشروطها التي يقف أمامها المواطن عاجزًا عن التحكم في عمالته، على سبيل المثال عاملات المنازل اللواتي يهربن ويتسيبن في هكذا أعمال ومن ثم ينصفهن القانون ضد الوكيل!
وإننا نرى أن المواطن يعد شريكًا في هذه الجريمة الشنعاء في كثير من الظروف، إذ يقدم بعضهم على جلب العمالة الوافدة ومن ثم إطلاق العنان لها دون مراقبة أو تحمل مسؤولية، متناسين أن أمن الوطن وسلامته مسؤولية الجميع حكومة وشعبًا. ناهيك عن الشباب الذين يعرفون أوكار الدعارة جيدًا وأماكن تجمعات بائعات الهوى، وعوضًا عن الإبلاغ عنهن يتسترون عليهن.
وكم من مشهد يؤلم الفؤاد تشاهد فيه شاب في مقتبل العمر استغل غياب رقيب الأهل؛ ليصاحب فتاة منهن ينفق عليها ويجوب معها في الأماكن العامة بلا حياء، متناسيا بأنه مهما أخلص لها؛ فجسدها للجميع، وبأن لحظات السعادة الواهمة التي يعيشها معها قد تجر عليه عمرا من ويلات العار والندامة.
ومن هنا نناشد الهيئات المسؤولة عن توعية الشباب بأن تكثف عملها، مؤكدين بأن الشباب طاقات متفجرة وبناءه وكل ما تحتاج له بيئة مناسبة تشجع مواهبهم وتنمي قدراتهم وتشغلهم عن الفراغ الذي قد يقودهم إلى الهلاك، وصدق أبو العتاهية حين قال:
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة.
الجدة* الطاقة