الصحوة – شريفة التوبية
ربما ليست هذه هي المرة الأولى التي يُطرح فيها هذا الموضوع، فقد كَتبتُ من قبل كما كَتب غيري، مُطالبين بإعادة بعثة القبول المباشر إلى برامج البعثات الخارجية، لما لهذه البعثة من أهميّة لأسباب كثيرة، أولها توفير الكثير من النفقات المالية التي تتطلبها البعثات الأخرى، بدءاً من مرحلة التسجيل، فالطالب هو بنفسه من يقوم بالبحث عن الجامعة والتنسيق معها وإحضارالقبول الذي يتقدّم به إلى مركز القبول الموحّد، وفي ذلك كما أرى توفيراً للجهد على العاملين في مجال البعثات الخارجية بوزارة التعليم العالي، وطبعاً لا يكون هذا القبول الذي يحصل عليه الطالب قبولاً عشوائياً، بل قبولاً مستوفياً للشروط، ووفقاً لمتطلبات الجامعة بعد أن يكون الطالب المتقدّم قد اجتاز قائمة طويلة من الامتحانات الدولية، ونجح فيها بمستوى لا يقل عن ” A”، وهذه الامتحانات تكون مدفوعة القيمة ومن جيب ولي أمر الطالب، وهي امتحانات ليست رخيصة السعر ولا سهلة المحتوى، بل تتطلب الكثير من الجهد خصوصاً أن الطالب المتقدّم لهذه الامتحانات يدرس هذه المواد دراسة ذاتية طوال عام كامل، بالإضافة إلى مواده الدراسية الأخرى التي يدرسها في المدرسة، وبذلك يكون الطالب قد درس في العام الواحد ما يفوق ما يدرسه أي طالب عادي.
وكذلك حين يدفع ولي الأمر كل هذه الأموال الطائلة لتدريس ابنه مضافاً إليها قيمة الامتحانات الدولية، فهو لا يفعل ذلك لأنه يملك من المال ما لا يملكه غيره، ولكن لأنه يرى أن الاستثمار الحقيقي هو تعليم أبنائه والوصول بهم إلى مستوى المنافسة الدولية والعالمية، وكل ذلك مساهمة منه في خدمة بلده قبل كل شيء. إن الطالب الذي ينافس على بعثة القبول المباشر يكون مهيئاً لأن يتخطّى السنة التأسيسية في الجامعة، لوجود اللغة لديه، فيجتاز سنواته الدراسية في فترة دراسية زمنية أقل من غيره، وذلك وفقاً للتخصص ومتطلبات الدراسة.
كما أن الطالب المتقدّم لهذه البعثة يدخل في منافسة دولية ليست سهلة مع طلاب آخرين من مختلف أنحاء العالم، بدءاً بالاختبارات ومن ثم المنافسة من أجل الحصول على مقعد دراسي في إحدى الجامعات، والتي أغلبها ذات مستوى عالٍ في المجال الأكاديمي، وهي بعثة من الممكن أن يتنافس عليها أي طالب توفّرت لديه شروط القبول، وفقاً لاجتهاده وقدرته على المنافسة، وقد أثبتت مخرجات هذه البعثة أنهم جديرون بها وقد حقّقوا نجاحاً وتميّزاً في دراستهم الجامعية، لذا نأمل ونطمح جميعاً ان تُعاد هذه البعثة إلى قائمة البعثات الخارجية مرة أخرى “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”.