الصحوة – ظافر بن عبدالله الحارثي
ماذا يدور في ذهن الشعب (أطفالا، شبابًا وشيوخاً)؟، وما هي ردة الأفعال؟، وكيف يستجيبون للمعطيات والنتائج الحالية؟، وهل نحن في طريق مستوى الطموح؟؛ مما لاشك فيه على الإطلاق بأن كل هذه التساؤلات هي مشروع الإنسان العُماني الكبير والمستمر مهما كان منصبه وموقعه، لأن ما يجمعنا بإختلاف كل شيء هو حب الوطن ومصلحة إنسان الوطن، ولكن أما آن الأوان أن تنفض الخطط والدراسات في قالب مادي ملموس يعانق السماء من حيث الأثر والشمولية!.
على مر تاريخ هذا الوطن الشامخ وتحدياته المختلفة المتناسقة مع متطلبات وحاجيات العصر المتسارع، وقف العمانيون بيد متعاونة في تخطي كل ما يمكن تخطيه والتكييف مع ما لا يمكن تخطيه، وأثبتوا بأن كل شيء ممكن متى ما مهد الطريق وسنحت الفرص وأديرت المشاريع بطريقة صحيحة بعيدة كل البعد عن الأهواء والمصالح الشخصية؛ وإن نظرنا بتمعن لكل شيء حاليا لرأينا بأننا على على جادة طريق الطموح، ولكن هل نسير بوتيرة كافية لتدارك تلك الحاجيات المتطورة التي تواكب الفكر!؟.
إن إدارة المجتمعات الإنسانية فن، وعملية شاقة تحتاج لذهن متوقد وتطلعات تستشرف المستقبل، وهذا هو مناط مسؤولية الجميع بلا استثناء، فكلٌ حسب استطاعته ومكانه، فلا شيء بسيط في معجم التقدم، فكل انجاز حقق كان بدايته خطوة، وقائد يرتكز على اساس فكر قويم يبني الانسان ويمكنه، ومن ثم قادت جموع الأفراد فطرهم السليمة التي ترافقهم منذ نعومة أظافرهم، والتي لا تنحرف إلا بأسباب يتحكم بها الإنسان ايضاً، فما اسوء من الفساد لإعاقة التقدم إلا هدم النجاح وتصغير الانجاز وتضيق المجال، وليس هناك اسوء من حكر التقدم وتضييق المنافسة.
إن التدرج أسلوب استراتيجي حسن، ولكن ينبغي أن يصاحب هذا التدرج شيء من المنطق والمعقول الذي لا يجعله عبء وسببا لتسويف أو التأخير، فعلى سبيل المثال ما يمكن أن يتخذه المسؤول من قرارات ليس بحاجة لمراجعة مسؤول ذلك المسؤول، لطالما كان في الصالح وحسب الاجراءات الصحيحة، فلا يمكن أن نفسح مجالا للبروتوكولات الإجرائية النمطية أن تأخر ظهور نتيجة حتمية ومباشرة؛ وما كان ذلك التسلسل القيادي في جوهره معيقاً لتحقيق الإنجازات.
إن فخرنا بالوطن ومنجزاته متشبث بأعالي السماء، ومشاعر الحب تمتد لأعالي البحار، فلا يضير النقد من أجل الإصلاح شيء، ولا يضير المشاركة في كل شيء على متلازمه عقده الكراسي، لنمضي في سبيل طموح الشعب وطموح الوطن، لان ما نحتاجه فعلياً هو لطالما كان بين أيدينا وما سيأتي وقته إلا عندما نقرر نحن أن وقته قد حان.