بقلم : د. حمد بن ناصر السناوي
أخبرني زميلي أن أحد الشباب في قريته الصغيرة بدأ في تعاطي الخمر ولما علم شيخ القبيلة بذلك جمع كبار العوائل في تلك القرية واتفقوا على مقاطعة ذلك الشباب وأسرته، فلا يزورهم أحدا ولا يستقبلهم في بيته، حتى دكان القرية رفض أن يبيع لهم ومع الوقت توقف أولئك الشباب عن تعاطي الخمر وأناب إلى ربه وبذلك عاد سكان القرية إلى التعامل معه ومع أسرته والترحيب بهم، وبعيدا عن تحليل قرار شيخ القبيلة ومتى فعاليته في مواقف أخرى مشابهة ربما لا تأبه كثيرا إلى قوانين الشيخ ومدى تعاون الآخرين في تطبيقها، أو إذا كان إقصاء الشاب هو الحل في مواجهة المشكلة وحلها، إلا أن النتيجة تستحق المحاولة. ذكرتني هذه القصة بما يحدث حاليا في غرة من تقتيل و دمار ضد المدنيين الأبرياء تكاثفت الدعوى لمقاطعة الشركات العالمية التي تدعم الاحتلال أمام أعين العالم وتوزع الوجبات المجانية لجنوده بل وتنشر العلم الإسرائيلي على أغلفة الطعام وعلب المثلجات في إعلان واضح بدعمها للعدو واستهزاء بأرواح الشهداء الأبرياء، لذلك وجب علينا المقاطعة وإن كانت أضعف الإيمان، المقاطعة سلاح فعال خاصا إذا ما شارك الجميع فيه فالشركات الكبرى تهتم في المقام الأول بجمع الأموال فكيف ترضى لنفسك أخي المؤمن في المساهمة ولو بشكل غير مباشر بقتل الأبرياء، وكيف تنام وأنت تعلم أن جنود العدو يأكلون من خيرك ليقوموا بقتل أخيك المسلم الذي يعاني الجوع وينام في العراء..
قد يقول البعض إنه كفرد لن يحدث فرق إذا ما قاطع أحد المنتجات لكن الواقع غير ذلك، ولهذا نجد تلك الشركات تتنافس في عرض التخفيضات بعد أن فشكلت في إقناع المستهلك أنها شركات محلية لا علاقة لها بالشركة الام، كيف ذلك ومن المعروف أن الشركات العالمية لا تعطي علاماتها التجارية دون مقابل، إذا لن تنطلي تلك الحيلة علينا ولنا تغرينا التخفيضات في التنازل عن قرار المقاطعة، فنحن صامدون. لقد فضحت هذه الحرب نفاق الدول الغربية التي منعت خروج المتظاهرين الذين يدعمون فلسطين و توعدت بالقبض عليهم و محاكمتهم ورغم ذلك نجد أحرار العالم آبوا أن يرضخوا السياسيين المنافقين الذين يتشدقون بحقوق الإنسان عندما يحلوا لهم ذلك ويدعمون الاحتلال وأجندته القذرة من تدمير وتهجير الأبرياء ومن ثم تضليل العالم باتهام المجاهدين بأنهم السبب في تدمير المستشفيات وقتل المدنيين العزل لكن الحق لا بد من أن ينتصر بعون الله وتوفيقه، ومع تصاعد الحرب الإعلامية تكاثفت جهود المؤثرين العرب من مختلف الجنسيات في نشر الحقائق المرتبطة بطوفان الأقصى عبر قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة والترويج للمقاطعة بصور مبتكره تصلي الى مختلف الفئات العمرية وكنت أتساءل عن مشاهير التواصل الاجتماعي في السلطنة ولماذا لم يشاركوا في الحديث عن المقاطعة بل استمر البعض منهم في الترويج للسجاد وأواني الطبخ و كأن احداث غزه لا تعنيهم لكن الطامة الكبرى عندما قام أحدهم بالترويج لإحدى شركات الوجبات السريعة الداعمة للاحتلال مدعيا أنها تتبرع بمبلغ مائة الف دولار لغزة، كيف ذلك ومن المعروف أنها تدفع حقوق الملكية للشركة الام وهي من أكبر الداعمين للاحتلال، بل وتتباهى بوضع علمه على الوجبات التي تبيعها، وعندما عاتبه أحد المتابعين على ذلك اتهمه بالحسد والبحث عن الشهرة والحقد والغيرة منه لأنه مشهور ومؤثر اجتماعي، سبحان الله، كان الاجدر به أن يشكر الأخ على تذكيره بدلا من كيل الاتهامات، نسأل الله السلامة.
ختاما، علينا جميعا أن نقاطع ونذكر بعضنا البعض بالمقاطعة والاستمرار عليه بل وعدم الاكتفاء بمقاطعة البضائع بل نتجنب السفر للسياحة في تلك الدول حتى نوجعهم ونؤثر على اقتصادهم بعون الله..