تقرير – موزة الريامية
تحتفل دول العالم في السادس عشر من أكتوبر من كل عام بـ (يوم الأغذية العالمي) الذي يأتي هذا العام تحت شعار “أفعالنا هي مستقبلنا” بهدف القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030، نظرًا لتزايد معدلات الجوع المزمن وسوء التغذية على المستوى العالمي.
ودعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وشريكها (برنامج الأغذية العالمي) جميع الناس في العالم للعمل بشكل وثيق لخلق الفرص ليتمكن كل فرد من عيش حياة صحية منتجة ومستدامة.
ويعد يوم الأغذية العالمي فرصة كبيرة لتغيير العادات الغذائية الخاطئة وتحقيق أهداف إنمائية وخطط جديدة للتنمية المستدامة، لإيجاد عالم خالٍ من معاناة الفقر والجوع التي تفشت في دول كثيرة.
وقال أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة مجموعة من الحقائق استهل بها رسالته بمناسبة يوم الأغذية العالمي، تتمثل في “معاناة 820 مليون شخص حول العالم – معظمهم من النساء – من الجوع، و واحد من كل تسعة أشخاص لا يملك ما يكفيه من الطعام”.
وأضاف : “يصاب حوالي 155 مليون طفل بسوء التغذية المزمن، وقد يعانون من آثار التقزم طوال حياتهم، ويتسبب الجوع في نحو نصف وفيات الرضع في أنحاء العالم، وهذا وضع لا يمكن السكوت عليه” .كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تضافر القوى في العالم للقضاء على الجوع.
وتطرح منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) برامجًا للحكومات والمزارعين وممثلي القطاع العام وعامة الناس لتعزيز الجهود للقضاء على الجوع سواء كانت برامج تعزيز الحماية الاجتماعية، أو استخدام المزارعين للبذور الأكثر مقاومة للجفاف، أو دعم عامة الناس لمنتجي الأغذية المحليين واتباع أنماط غذائية صحية أكثر.
كما تدعو منظمة (الفاو) الشركات التجارية والمزارعين و الممثلين الحكوميين والأشخاص الذين يرغبون في إجراء تغيير، إلى المساهمة في البرنامج الذي أطلقته “ماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة على تحقيق القضاء على الجوع؟” من خلال المساهمة في الحد من إهدار الطعام والحث على الانتاج الزراعي بمدخلات أقل ، والاعتماد على نظام غذائي أكثر صحة واستدامة ، أو من خلال أي مبادرة تدعو لمناصرة هدف (القضاء على الجوع).
و أوضحت الأمم المتحدة عبر موقعها بعض المؤشرات، حيث أشارت إلى أنه في الوقت الحالي “يعاني 821 مليون شخص، أي واحد من بين كل تسعة أشخاص، من الجوع المزمن، في المقابل فإن 1.9 مليون شخص يعانون من زيادة الوزن، من بينهم 672 مليون بالغ يعانون من البدانة”.
تعتبر النزاعات والصراعات من أبرز العوامل التي تعوق التقدم الذي تم إحرازه في مكافحة الجوع وسوء التغذية، بالإضافة إلى الظواهر العالمية المرتبطة بالتغير المناخي والتباطؤ الاقتصادي والزيادة السريعة في مستويات زيادة الوزن والبدانة.
و “عانى 124 مليون شخص تقريبًا في 51 دولة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي الجوع الشديد خلال العام الماضي بزيادة قدرها 11 مليونًا عن عام 2016” ، وفقًا لتقرير حديث حذّر من ارتفاع مستويات الجوع الحاد في العالم.
وبحسب التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية لعام 2018 فإن الزيادة الكبيرة لمستويات الجوع في العالم تعود إلى النزاعات الجديدة أو تلك التي تصاعدت، مثل “انعدام الأمن في ميانمار وشمال شرق نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان واليمن، فضلاً عن ظروف الجفاف طويلة الأمد التي أدت إلى موسم حصاد سيء في دول تواجه بالفعل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في شرق أفريقيا وجنوبها”.