الصحوة : ريم النيرية
محمد الشهيمي كاتب روايات غامضة وباحث في علم النفس ،شخص يجمع بين الفن والعلم، كاتبٌ بارع في تخيل العوالم وصانعٌ للشخصيات، وفي الوقت نفسه باحثٌ عميقٌ في أعماق النفس البشرية. يُعد تقاطع عالمين كهذا مصدرًا للاستفادة العميقة والتأملات المثيرة، حيث يلتقي الإبداع الأدبي بالتحليل النفسي. هنا نتعمق سويًا في الأفكار والتجارب التي تشكل عالمه المميز.
ما الذي ألهمه لبدء الكتابة وكتابة الروايات؟
الحطام النفسي ألهمه أن يكتب ولكن ماذا يكتب لا يعلم.
أسلوبه الكتابي وما الذي يميزه عن غيره ؟
أسلوبه تفكيري بمعنى يجعل القارئ يُفكر كثيرا في نفسه.. و نهايات مفتوحة لكي يترك القارئ مع نفسه يختار كيف ينهي القصة و ماذا يحدث بعد ذلك..
حيث قال الشهيمي “هذه هي حياتنا التي افتقدناها للأسف “.
كاتب أو كُتاب معينين أثروا في مسيرته الأدبية ؟
نعم بكل تأكيد.. الاستاذ عبدالوهاب الرفاعي.. له مذاق خاص في كتاباته..
كيف يتعامل مع النقد وكيف يؤثر على كتاباته المستقبلية ؟
النقد هو ما جعله يكتب بإحترافية و أمتياز.. أما المدح فهو ما يجعله يتوقف كثيرًا بين كتاباته..
هل تستند شخصيات رواياته إلى أشخاص حقيقيين يعرفهم؟ كثيرًا من متابعينه و قُرائه يسألون هذا السؤال.. لذلك يقول للقارئ.. أنت من تقرر هل هذه القصص او الروايات حقيقية أم لا.. وأتمنى بأن لا تكون أنت بين أحداث رواياتي..
ما هي التحديات التي تواجهه أثناء كتابة رواية جديدة؟
التحديات الأكثر تعقيدًا بالنسبة له.. هي كتابة أسماء الشخصيات.. لذلك يتجنب في رواياته كتابة اسماء شخصيات.. أما قصة أو رواية بكل تأكيد أحداثها تكون موجودة وحاضرة أما في قصاصات صغيرة يضعها على طاولة او أوراق مبعثرة هنا وهناك..
كيف يتعامل مع فقدان الإلهام أو ما يُعرف بكتلة الكاتب؟ لديه هوايات كثيرة.. الكتابة ليست الشيء الوحيد الذي يعصر فيه أفكاره.. لذلك عندما يجد نفسه فقد الإلهام.. يترك الكتابة ويتجه إلى أي هواية آخر..
كيف يتعامل مع تطوير الحبكة والشخصيات في رواياته؟ كما ذكر في السؤال السابق.. الشخصيات هو القارئ بالتحديد.. في رواياتي دائمًا يرى القارئ ان هذه الرواية كُتبت له بالتحديد.. أما الحبكة تبدأ بغموض وتنتهي بغموض.. وهذا ما يجعل كتاباته سريعة وسهلة التطوير في الحبكة.
كيف يختار عناوين رواياته؟ يكتب رواياته دائمًا بدون عناوين.. ثم يقرأها كثيرًا والأفكار بكل تأكيد تأتي تلقائيًا من فحوى الكتاب..
هل هناك رواية قريبة من قلبه أكثر من غيرها؟ ولماذا؟ هناك كُتب خاصة كتبتها لنفسه تحت تأثير المشاعر ( كما كتبت سابقًا النصيحة) لذلك هي ممنوعة من النشر بالنسبة له.. وكان أجملها بعنوان ( عاصفة الموت) شرح مبسط عنها “عندما تبكي الحروف”، لها تأثير جدًا عالي على نفسه ومشاعره.. ولكن من الكتب المنشورة ( العقول التائهة) بكل تأكيد .. ولكن للأسف لم تحصل على الاهتمام الكافي بسبب طباعتها خارج البلد.. قريبة من قلبي، لأنها تقريبًا جمعت كل الأحداث بين الحاضر والماضي.. وبها مشاعر جياشة وتقلب كثير في الأحداث..
ما هو أكبر إنجاز أدبي حققه حتى الآن؟ يعتقد الكاتب جميع كتاباته إنجاز.. الكتابة دائمًا هي عصارة من عقلك.. لذلك كل حرف تكتبه و يؤثر على القارئ ويُغير تفكيره فهو إنجاز..
كيف يرى مستقبل الأدب والكتابة في ظل التغيرات التكنولوجية الحديثة؟
تتجه للهاوية.. كثيرون من متابعينه يقولون لا تحب قراءة الكتب، ولكن ارسلها لنا نسخة إلكترونية.. وهذا يُضعف من تركيز القارئ على قراءة كتاب أو مقال مثلاً..
مشروعه القادم أو الفكرة التي يعمل عليها حاليًا؟
بكل تأكيد.. هناك ثلاثة أعمال الآن مطروحات على طاولة كتاباته، العمل الأول هو مجموعة قصص في كتاب واحد اسمه ( ضجيج) و تنقسم القصص إلى أقسام منها تتحدث عن أمراض نفسية وما يختص بعلم النفس و منها ما وراء الطبيعة ومنها مشكلات مجتمعية.
العمل الثاني أتركه للمفاجأة ولكن سوف يكتب العنوان وشرحه في سطر واحد، اما العنوان فهو ( كُنتي نافذتي) والشرح ( من هنا أشرقت شمس حياتي عندما كُنتي نافذة) .
أما العمل الثالث بعنوان ( إنسان بعد التحديث) وهو توصيات في علم النفس في كيفية فهم الشخصيات و التعامل معها، وكيفية التعامل مع بعض الأمراض النفسية ، وما معناها..
هذه الثلاثة أعمال مختلفة كليًا عن إصداراته السابقة.. ولكن في النهاية واحد منهم فقط هو من سوف يرى النور في السنة القادمة..
وأخيرا قال الشهيمي نصيحة يقدمها للكتّاب الجدد الذين يرغبون في بدء مسيرتهم في الكتابة ” لا تكتب تحت تأثير المشاعر.. لأنه سوف يكون آخر ما تكتبه في حياتك”..