الصحوة – وائل الوائلي
تزخر محافظة ظفار بتراث غني وتاريخ عريق، حيث تتجلى جمالياته في تفاصيل الحياة اليومية والعادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال. ومن أبرز ملامح هذا التراث هو الفضيات من الحلي والمجوهرات التي كانت تزين بها المرأة الظفارية منذ القدم، لتحكي قصصاً عن الثقافة والجمال والأناقة.
في هذا التقرير الصحفي نأخذكم إلى لمحات من بعض تلك الحلي والمجوهرات للتعرف على تفاصيلها:
العصابة: تاج الجمال
تعتبر العصابة من أروع قطع الحلي التي تزين الجبين. هذه القطعة المستطيلة تتدلى من جوانبها سلاسل فضية جميلة، تضفي على المرأة الظفارية رونقاً خاصاً. كانت العصابة رمزاً للبهاء والتألق، تضعها المرأة في المناسبات السعيدة والأعراس، لتعكس بريقها في عيون الناظرين.
الخرقة أو الكمة: رمز الزخرفة والإبداع
الخرقة أو الكمة هي قطعة مزخرفة تتوج بها المرأة رأسها. زخارفها تتنوع بين النجوم والمربعات والدوائر الصغيرة، لتشكل لوحة فنية بديعة تبرز جمال المرأة الظفارية. كانت هذه القطعة تعتبر جزءاً لا يتجزأ من زينة الرأس، تضفي عليها سحراً وجاذبية.
السبايب: حزام الجمال
السبايب، جمع سبيبة، هي قطع متلاصقة تشكل حزاماً طولياً يتم تركيبه على تسريحة المرأة الظفارية، لتتكامل مع باقي المجوهرات كالعصابة والخرقة. تبدأ السبيبة من أعلى قمة الرأس وتتدلى على طول الشعر، وكانت المرأة تلبس عدة سبايب قصيرة تُسمى سلوس، لتضفي على تسريحتها جمالاً وفخامة.
المجلس: قلادة الأعراس
المجلس هو قلادة كبيرة تزين بها المرأة الظفارية عنقها في الأعراس والمناسبات. تتكون من قطع فضية تلتف حول العنق، لتضفي بريقاً وسحراً على إطلالة المرأة، وتجعلها محط أنظار الجميع.
المرية: قلادة الحياة اليومية
المرية هي قلادة صغيرة تُلبس كل يوم، تزين بها المرأة عنقها في الحياة اليومية. هذه القطعة كانت ترمز إلى الأناقة البسيطة والذوق الرفيع، وتمنح المرأة مظهراً أنيقاً ومميزاً.
الرهينة: قلادة الحروف
الرهينة هي القلادة الوسطى التي تتكون من قطع دائرية تُسمى حروف. كانت تزين بها المرأة عنقها لتكمل إطلالتها بجمال ورقي، وتعتبر من القطع المهمة في صندوق مجوهرات المرأة الظفارية.
التراكي: جمال الأذنين
التراكي هي الأقراط التي تزين أذني المرأة. تتكون من قطع فضية تُلبس في الأذن، وتضفي على المرأة الظفارية لمسة من الرقي والفخامة، لتكتمل زينتها في المناسبات الخاصة.
الصقل والمعن والمقضبة: زينة اليدين
الصقل هو قطعة دائرية مسننة تُلبس على اليد، بينما المعن تتميز بحجار ملونة وتُلبس بجانب الصقل. أما المقضبة فهي حلقة دائرية تتوسط المعن والصقل، لتشكل مجموعة متكاملة من زينة اليدين، تضفي على المرأة جمالاً وسحراً خاصاً.
الخواتم: أسماء ومعانٍ
تختلف تسميات الخواتم حسب اسم الإصبع. فخواتم اليد تُسمى جوابر للإبهام، وشواهد للسبابة، وقباب للخنصر والبنصر. أما خواتم الأرجل، فإن الإصبع الكبيرة تُسمى خواتمها الزقار، وباقي الأصابع تُسمى مردات. كانت هذه الخواتم تضفي لمسة شخصية وفريدة على زينة المرأة.
الحبوس أو الخلخال: لحن الحركة
الحبوس أو الخلخال هو قطعة مستطيلة الشكل تُلبس في الأرجل، ويصدر عنها صوت رنان عند الحركة. كانت المرأة الظفارية تلبسها في المناسبات، لتضفي على خطواتها لحناً مميزاً ورونقاً خاصاً، يعكس بهجة الحياة وفرح المناسبات.
وتظل الفضيات من الحلي والمجوهرات لدى المرأة في محافظة ظفار بسلطنة عمان شاهداً على تراث عريق وجمال لا يُضاهى، حيث تعكس تفاصيلها الدقيقة حباً للفن والإبداع، وتظل جزءاً لا يتجزأ من هوية المرأة الظفارية وتاريخها المجيد.