الصحوة – محمد الدغيشي
عبدالله بن مسعود الكلباني هو خريج جامعة السلطان قابوس من كلية التربية بقسم التربية الفنية. بدأ حياته الفنية بالرسم، وأشار إلى أن جميع الفنانين يبدأون رحلاتهم في الفنون التشكيلية بالرسم أولاً، سواء كانوا مصممين أو نحاتين أو خزافين. كان عبدالله يرسم وينحت ويشكل، حتى جاءت نقطة التحول في عام 2015 عندما حضر ورشة للنحت على الرخام بقيادة الدكتور علي الجابري، أحد النحاتين المعروفين في سلطنة عمان. لاحظ الدكتور الجابري مهارات عبدالله في التعامل مع الرخام وأدوات النحت، وقدم له الدعم والإرشاد لمواصلة مشواره الفني، مما فتح له أبواباً عديدة للمشاركات والفرص.
الأساسيات والإلهام من الجامعة
تحدث عبدالله عن تجربته في جامعة السلطان قابوس بأنها كانت تجربة مُثرية، حيث حصل من خلالها على أساسيات كل فن، مما أشعل شرارة الفضول الفني لديه. كانت طريقة التعليم في الجامعة تشجع الفنانين على البحث والاستكشاف، وساعدتهم على معرفة توجهاتهم الفنية. كما أن الأكاديميين في الجامعة كانوا فنانين مختارين بعناية، مما ساهم في تطوير مهاراته واكتشاف مساره الفني.
الحجارة كخامة نبيلة للنحت
يستخدم عبدالله الحجارة بشكل رئيسي في أعماله النحتية، خصوصاً في ملتقيات النحت، حيث يعتبرها خامة نبيلة لم تتدخل الصناعة فيها. يؤكد عبدالله أن المنتجات النحتية من الحجارة لها قيمة معنوية ومادية عالية وتتميز بعمر طويل واستدامة، على عكس المواد الأخرى التي قد تتلف بمرور الوقت.
القطط كرمز بصري
اختار عبدالله تشكيل القطط في أعماله بسبب حبه الكبير لها ولأنها رمز بصري واضح ومألوف للمتلقين. القطط تمثل قضايا وعلاقات اجتماعية بطريقة لا تحتاج إلى تفسير عميق. كما أن العلاقة القوية بين الإنسان والقطط منذ العصر الحجري الحديث تجعلها خياراً مثالياً للتعبير عن الانفعالات الحركية والرسائل الفنية.
الأسلوب الفني المتبع لدى عبدالله
يتبع عبدالله أسلوباً فنياً ناتجاً عن المزاوجة بين التكعيبية والتأثيرية. وظف الأسلوب التكعيبي في بعض أعماله المتعلقة بالقطط، بينما استخدم الأسلوب التأثيري في بعضها الآخر. يضيف هذا المزيج بين الأسلوبين عمقاً فلسفياً إلى أعماله، حيث تكون الحالات الاجتماعية الإيجابية تكعيبية والسلبية تأثيرية. كما قام بتمثيل هذه الأساليب على مستوى الملمس، مما يجعل أعماله تخاطب ثلاثة حواس لدى المشاهدين.
العائلة التكعيبية: شرارة النجاح
يفتخر عبدالله بأول ثلاثة أعمال نحتية قام بها، والتي كانت عبارة عن عائلة قطط تكعيبية. هذا العمل كان بمثابة شرارة لنجاحاته الفنية التالية وأثبت وجوده في الساحة الفنية في سلطنة عمان. حاز العمل على شهادات واستحسان كبير من الجمهور وعرض في العديد من المناسبات قبل أن يعود إليه مجدداً.
مستقبل الفن التشكيلي في عُمان
يرى عبدالله أن الفن التشكيلي والنحت في سلطنة عمان له مستقبل واعد. على مدى العقدين الماضيين، تطورت الساحة الفنية بشكل كبير، وأصبح هناك ملتقيات نحت دولية ومحلية تجذب كبار النحاتين من جميع أنحاء العالم. ينصح الشباب المهتمين بدخول المجال بالمسارعة في شراء الأدوات والمشاركة في الورش المصاحبة للملتقيات للحصول على تدريب مكثف ودقيق.
التأثيرات الفنية والنقد
تأثر عبدالله بالعديد من الفنانين مثل أنور سونيا، يوسف النحوي، الدكتور علي الجابري، يوسف الرواحي، عبدالكريم الرواحي، وأحمد الشبيبي. يعتبر الدكتور علي الجابري أحد أكبر ملهميه. يتعامل عبدالله مع النقد بشكل حيادي، مؤكداً على أهمية النقد البناء المستند إلى خلفية تاريخية فنية ومعايير فنية راسخة.
معرض شخصي قادم
يختتم عبدالله بالحديث عن خططه المستقبلية، حيث يعتزم العمل على معرض شخصي قادم يعرض فيه أعماله الفنية باذن الله في المستقبل القريب.