الصحوة-ريم النيرية
شخصية متميزة في عالم الفن الرقمي والتشكيلي، فهي تجمع بين الإبداع الفني والريادة في مجال الأعمال. رسامتنا اليوم هي صاحبة مشروع “ميد باي رزان”، الذي يجسد شغفها وموهبتها في تقديم أعمال فنية رقمية تحمل بصمة فريدة تعكس رؤيتها الفنية الخاصة. رزان اليوم تروي للصحوة رحلتها الفنية، وما ألهمها في أعمالها، وكيف استطاعت تحويل شغفها إلى مشروع ناجح.
رزان عبدالله الغافري، رسّامة تشكيلية وصاحبة مشروع ميد باي رزان. تحب الرسم، القراءة، التصوير، الطبيعة، النجوم وكتابة المحتوى. تخرجت من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية تخصص علاقات عامّة.
قالت رزان الغافرية:”منذ طفولتي، كنت شغوفة بالتجربة والتعلم، وكان الرسم دائمًا يجذبني كفن مميز. أحتفظ برسوماتي القديمة في ملف أزرق خاص. في المرحلة الإعدادية، ازداد عشقي للرسم بفضل معلمتي للفنون التشكيلية، وكانت تلك الحصص من أحب الأوقات إلى قلبي.
كما قالت أيضا:” مع مرور الزمن، تحولت إلى الرسم الرقمي، رغم أنني لا زلت أفضّل الرسم التقليدي بملمسه الفريد ومتعة غمس الفرشاة في الماء والألوان. اخترت الرسم الرقمي لمرونته وسهولة استخدامه، خاصةً مع التحول الرقمي الذي يشهده العالم اليوم. أصبح الآيباد وقلمي الإلكتروني جزءًا أساسيًا من حياتي اليومية، حيث أكون دائمًا على استعداد لاستلهام الأفكار من محيطي والتعبير عن مشاعري من خلال الرسم”.
عندما بدأت رزان متجرها “ميد باي رزان”، واجهت عدة تحديات، أبرزها بناء قاعدة جماهيرية قوية. كان عليها أن تكسب ثقة العملاء وتبني علاقات متينة معهم، مما تطلب منها وقتًا وجهدًا كبيرين في التسويق والترويج لمنتجاتها. كما كان العثور على موردين موثوقين تحديًا آخر، حيث كان من الصعب إيجاد مصادر تلتزم بمعايير الجودة والدقة في المواعيد. بالإضافة إلى ذلك، كانت الاستمرارية من أكبر الصعوبات التي واجهتها.
أما التوفيق بين الدراسة وإدارة العمل، فقد كان يكمن التحدي في إدارة الوقت بكفاءة. استطاعت التغلب على هذه التحديات من خلال التخطيط الجيد وتحديد الأولويات، مما ساعدها على تحقيق التوازن بين الدراسة وتنمية متجرها بشكل مستدام. كما نجحت في بناء ثقة عالية وعلاقات قوية مع زبائنها بفضل حرصها الدائم على إرضائهم.
وأضافت الغافرية:”أميل لرسم الشخصيات الخيالية كثيرًا، وأحب أن أدمجها مع الواقع من خلال بعض الملامح الواقعية والتفاصيل الدقيقة. أضيف إلى هذه الرسومات كلمات تعبر بصدق عن مشاعري وأحاسيسي في تلك اللحظات، مما يمنحها طابعًا فريدًا وقصة أعمق تجعل المشاهد يشعر بما كنت أشعر به عند رسمها…
أشعر بأن رسوماتي تحكي قصص” ..
كما قالت أيضا:”رؤيتي لمستقبل الفن التشكيلي تتمثل في زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي ، بالنسبة لي استخدام التكنولوجيا يفتح آفاقاً جديدة للإبداع والتواصل الفني بين الفنان والجمهور”.
تعتقد رزان أن الفنون التشكيلية ستشهد تطوراً ملحوظاً من خلال التفاعل بين الفنون التقليدية والرقمية، مما يتيح للفنانين وسائل جديدة للتعبير عن أنفسهم والوصول إلى جمهور أوسع!
وأضافت الغافرية قائلة:”نعم، نحن كفنانين نعتمد بشكل كبير على التغذية البصرية، و لدي مجموعة واسعة من الفنانين العرب والغربيين الذين استلهم كثيرًا من أعمالهم. تتنوع تأثيراتها على مساري الإبداعي من خلال أساليبهم الفريدة واستخدامهم للألوان والتقنيات، مما يساعدني على تطوير أسلوبي الخاص وإثراء رؤيتي الفنية”.
كما ذكرت أيضا:”حاليًا، أستخدم الآيباد مع قلمي الإلكتروني وبرنامج Procreate. هذا البرنامج يساعدني في رسم وتصميم أعمالي بشكل سلس ومريح، وأحيانًا أستخدمه لتحريك بعض الرسومات بطريقة بسيطة. Procreate يتيح لي مرونة كبيرة في تنفيذ أفكاري، مما يجعله أداة أساسية في عملي اليومي”.
وقالت الغافرية فيما يخص توفيقها بين إدارة متجرها والعمل على تطوير مهاراتها الفنية :” كلاهما يكمل الآخر! فكل يوم أتعلم شيئًا جديدًا يساعدني على تطوير مهاراتي في الرسم، وهذا بدوره ينعكس إيجابيًا على جودة منتجات متجري. إدارة المتجر تدفعني دائمًا للابتكار وتحسين قدراتي الفنية، مما يجعل التطور المستمر جزءًا من عملي اليومي”.
كما قالت أيضا:” لا أعتبر أن لدي عملًا فنيًا محددًا هو الأقرب إلى قلبي، لأن كل عمل أبدعه يحمل مغزى و قصة خاصة به، مما يجعله مميزًا بطريقته. ومع ذلك، أعمالي المتعلقة بالقضية الفلسطينية هي الأقرب إلى قلبي، لأنها تعبر عن مشاعري وتجسد جزءًا مهمًا من هويتي”.
تستفيد رزان من النقد كوسيلة لتحسين عملها وتعزيز مهاراتها، وتعتبر التحديات فرصة للتعلم والنمو. تركز على إيجاد الحلول بدلاً من الانشغال بالمشكلات، ولا تأخذ الأمور بشكل شخصي، بل تسعى دائمًا لاكتشاف طرق جديدة للتطوير والتحسين.
قالت الغافرية في ختام حديثها: “من خلال تجربتي في هذا المجال، أؤكد أن الفن التشكيلي يتطلب شغفاً كبيراً وحباً حقيقياً وجرأة عظيمة؛ فبدون هذه الصفات، لن تتمكنوا من الاستمرار والصمود. نصيحتي للشباب الذين يطمحون في جعل الفن التشكيلي مهنتهم المستقبلية هي أن يكونوا ملتزمين ومتحمسين لما يفعلونه. يجب عليكم دائماً تحسين مهاراتكم وتجربة تقنيات جديدة دون خوف من الفشل، لأن الفشل جزء طبيعي من عملية التعلم.
ابحثوا عن مصادر إلهام متنوعة وشاركوا مع مجتمع الفنانين لتبادل الأفكار والدعم. والأهم من ذلك، حافظوا على أصالتكم في التعبير الفني، واجعلوا أعمالكم تعكس شخصياتكم وقصصكم الفريدة!”