الصحوة – المصممة أمل الريامية
من منا لا يحب الأناقة وأن يكون أنيقا، فعندما نذكر الأناقة أو الشخصية الأنيقة مباشرةً يذهب تفكيرنا إلى المظهر الخارجي ولكن قبل أن نتحدث عن الشخصية الأنيقة لا بد لنا أن نعرف ما هي الأناقة.
في يوم من الأيام كنت في دار الأزياء الخاص بي ودخلت فتاة وأعطت الموظفة مواصفات الزي الذي تريده، كما قالت بأنها تريد زياً لم يصمم لأحد قبلها، وذلك حتى تكون ملفتة للأنظار في تلك المناسبة ولكنها في المقابل فقد كانت تمضغ علكةً وتتحدث بصوت عالٍ، يسمعه باقي الزبائن ولا يبدو عليها اهتمامها بمظهرها، فأين الأناقة في ذلك؟ هل الأناقة بالفطرة أم أنها وقتية هدفها إرضاء الآخرين؟
الأناقة هي طبع، وسلوك إيجابيين يتصف بها البعض وبدايتها من إحترام الشخص لذاته وتقديره واهتمامه لنفسه، ومن ثم ينعكس ذلك على اهتمامه بهندامه ونظافته فتصبح الأناقة جزءًا من شخصيته، فينعكس على أدقِّ التفاصيل في حياته اليومية.
الأناقة لا تقتصرُ على اللباس فقط وإنما بدايتها، بل أساسها الأخلاق، فعندما يتحلَّى الإنسان بالصفات والسلوك الحسن المتزن حينها يصبح شخصيةً راقيةً يكسب احترام ومحبة من حوله وبالتالي تكون في شخصيته جاذبة للأخرين إليه.
الشخصية الأنيقة تتكون حولها هالةً كبيرة من الطاقة الإيجابية المنبعثة من الداخل فتنعكس على علاقتها بالأخرين وذلك بسبب التصالح مع الذات.
أيضا من الأمور المرتبطة بالشخصية الأنيقة الجانب الثقافي والفكري، فما أجمل أن يكون الشخص الأنيق الخلوق واعي فكريًا وثقافيًا مواكباً التطور الحاصل في العالم.
الشخصية الأنيقة شخصية مثقفة متواضعة ولديها القدرة على ضبط النفس في أغلب المواقف فحينها تستطيع أن تعرف كيفية الإهتمام بالمظهر الخارجي فهو لا يعني أن نصرف كل ما لدينا من أموال لشراء ما هو مميز وجميل لكي نظهر في أبهى حلة ملفتين للأنظار، وإنما تكون لديها المهارة الصحيحة التي توجهها الى إختيار ما يلائمها من ملبس حتى تظهر في مظهر لائق نظيف ومشرِّف فالأناقة هي طريقة لحياة ناجحة.
ومن هنا نستنتج بأن الأناقة مهمة لنا جميعاً فهي تدل على أخلاقنا واحترامنا لأنفسنا بدايةً ثم للأخرين.
الاناقة ليست مظهر فقط وإنما هي أخلاق.